شهدت محافظة الإسماعيلية في الأيام الأخيرة واقعة مأساوية إذ قُتل طالب في المرحلة الإعدادية على يد زميله، وتلاه حادث مشابه في محافظة الدقهلية إذ أقدم طالب على قتل زميله باستخدام مفك إثر مشادة كلامية. كما سجلت بداية العام الدراسي واقعة أخرى حين تعرّضت طالبة في مدرسة بالهرم للضرب والتعذيب على أيدي زميلاتها. تثير هذه الحوادث قلق أولياء الأمور وتبرز مخاوفهم من علامات العنف لدى الأبناء وكيفية التعامل معها قبل تفاقم المشكلة.
علامات تدل على وجود ميول للعنف
تؤكد المصادر الطبية أن هناك مؤشرات سلوكية قد تكشف ميل الطفل إلى العنف، من أبرزها الاعتداء الجسدي المتكرر على الآخرين باستخدام الدفع أو الضرب أو العض. ويشمل ذلك التهديد المستمر واستخدام الألفاظ المؤذية بقصد إيذاء الغير، وتدمير ممتلكات الآخرين عمدًا. ومن العلامات اللافتة أيضًا سرعة الانفجار وعدم القدرة على ضبط الانفعالات في المدرسة، مع ظهور سلوك عدواني كالتنمر والشجار وغياب التعاطف مع المتضررين.
كيف يتعامل الأهل مع الطفل العنيف؟
ينبغي على الأهل فصل الطفل العنيف عن الآخرين عند حدوث نوبة الغضب والتهدئة دون اللجوء إلى العنف. ويجب أن تكون سيطرة الوالدين هادئة وحازمة في آن واحد لتجنب تحويل المواجهة إلى صراع. كما ينبغي وضع قواعد منزلية واضحة وثابتة تتضمن عدم الضرب وعدم الكذب واحترام الآخرين، مع وضعها في مكان ظاهر كمرجع يومي.
تعليم مهارات التحكم في الغضب
يعد تدريب الطفل على التحكم في الغضب من أهم الخطوات، وذلك عبر تقنيات بسيطة مثل التنفس العميق والعد إلى ثلاثة قبل الرد وإخراج الهواء ببطء. كما يمكن ممارسة نشاط مهدئ مثل الضغط على كرة مطاطية أو المشي القصير مع تشجيعه على التعبير عن مشاعره بالكلام بدلًا من اللجوء إلى السلوك العدواني. هذا التدريب يساعد في تقليل الانفعالات والقدرة على اختيار ردود أكثر هدوءًا.
تدريب الأبناء على حل المشكلات
يُوصي المختص بإجراء جلسات حوار مع الأبناء تحاكي المواقف اليومية لتعليمهم التفاوض واختيار الحلول البديلة بدل السلوك العدواني. كما يجب تعزيز السلوك الإيجابي فورًا عبر الثناء أو مكافأة بسيطة عند التصرف الهادئ أو الاعتذار أو التعاون، وذلك ليصبح التغيير مستدامًا.
تنظيم الروتين والمهارات الاجتماعية
وتُؤكد النصائح على ضرورة تأسيس بيئة منظمة وهادئة تتضمن أوقات نوم منتظمة وتناول الطعام واللعب والمذاكرة. كما يجب تعليم المهارات الاجتماعية الأساسية مثل المشاركة واحترام أدوار الآخرين والتعاون والتعبير عن المشاعر بالكلام بدلاً من الأفعال.
فبناء الانضباط العاطفي والسلوكي في بيئة آمنة ومحبة هو الطريق الحقيقي لتحويل طاقة العنف إلى قوة إيجابية وإبداعية، وبذلك يمكن الوقاية من الحوادث المؤسفة وتوفير بيئة تعليمية آمنة تدعم النمو الصحي للأبناء.