يواجه كثيرون أعراضًا مزعجة مصدرها الحساسية الشتوية، وهي حالة لا تشبه الإنفلونزا أو نزلات البرد. ومع اقتراب فصل الشتاء يزداد احتمال ظهور هذه الحساسية بسبب التغيرات في نمط الحياة والبيئة الداخلية. فالتعرض للبرد ليس العامل الوحيد، بل العوامل المحيطة بالمنزل تساهم في تفاقم الأعراض. وفي المصادر الصحية يشيرون إلى أن انخفاض درجات الحرارة يدفع الناس لقضاء وقت أطول داخل المنازل، ما يعزز تعرضهم لمسببات الحساسية.
المسببات الخفية داخل البيت
تظل عثّ الغبار في المفروشات والسجاد من أبرز المحفزات للحساسية، وتؤدي إلى الاحتقان والعطاس لدى المصابين. كما ينمو العفن الداخلي في الأماكن الرطبة مثل الحمامات ومناطق الرطوبة، فيزداد أثره على الأنف والعينين. يضاف إلى ذلك وبر الحيوانات الناتج عن خلايا الجلد الميتة وبقايا الحشرات الدقيقة، وتظل هذه العوامل نشطة في البيئات الدافئة المغلقة وتفاقم الأعراض خلال الشتاء.
كيف تفرّق بين الحساسية ونزلات البرد؟
تظهر الحساسية عادة بعطاس متكرر، انسداد الأنف، وحكة العينين والحلق دون وجود حمى أو آلام بالجسم. أما نزلة البرد فهي عدوى فيروسية مؤقتة تستمر عادة لبضعة أيام وترافقها أعراض مثل الحمى وآلام الجسم. تبقى الحساسية قائمة طالما بقيت المسببات البيئية المحيطة موجودة.
خطوات لتقليل الأعراض في المنزل
يعتبر ضبط الجو الداخلي خطوة أساسية للراحة خلال الشتاء. يُفضَّل الحفاظ على رطوبة متوازنة باستخدام جهاز ترطيب معتدل لا يتجاوز 50% لتجنب جفاف الأنف. تنظف الغرف أسبوعيًا بمكنسة مزودة بفلتر HEPA لتقليل وجود جزيئات الحساسية. اغسل أغطية السرير بالماء الساخن وقلّل وجود الحيوانات الأليفة في غرف النوم، وفتح النوافذ لفترات قصيرة يوميًا يساهم في تجديد الهواء وتخفيف التهيجات.
أثر التدفئة على الأنف والجلد
تجفف أجهزة التدفئة الجو وتجعله أكثر جفافاً، ما يؤدي إلى تشقق الجلد وتهيّج الأغشية المخاطية. لذلك يوصى باستخدام بخاخات ملحية لترطيب الأنف وشرب كميات كافية من الماء يوميًا. ينبغي مراعاة موازنة استخدام التدفئة مع تهوية مناسبة للحفاظ على رطوبة الجسم.
الأدوية والعلاج الطبي
عند استمرار الأعراض، قد يوصي الطبيب بأدوية مضادة للهيستامين أو بخاخات أنفية تحتوي على كورتيزون بجرعات منخفضة. في بعض الحالات المزمنة، قد يفيد العلاج المناعي كنهج طويل الأمد لتقليل استجابة الجهاز المناعي تجاه المواد المسببة للحساسية.
الوقاية في الأماكن العامة
حتى مع اتخاذ الاحتياطات في المنزل، قد تظل الحساسية موجودة في أماكن العمل أو أثناء التنقل حيث يحمل الناس الغبار أو وبر الحيوانات على ملابسهم. من المفيد حمل مناديل ورقية أو بخاخ أنفي خفيف لتخفيف التهيّج عند التعرض للمسببات خارج المنزل. ينصح أيضًا بتهوية المكان والحد من التلامس مع العوامل المهيجة داخل الأماكن العامة.