اكتشافات 2025 العلمية

الذُبابة المتحجرة الأسترالية

أعلنت فرق بحثية في أستراليا عن اكتشاف ذبابة متحجرة عمرها 151 مليون سنة في نيو ساوث ويلز، وتُعد أقدم دليل على وجود فصيلة Podonominae في النصف الجنوبي من الأرض. وُجدت الحفرية Telmatomyia talbragarica في صخور تعود إلى الحقبة الجوراسية، وتبيّن أن الكائن كان لديه قدرة تشبّث دقيقة بالأسطح التي لم تكن معروفة لدى كائنات تلك الحقبة. ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف يعيد تشكيل فهم كيفية نشوء الحشرات الطائرة وتطورها، إذ كان يعتقد أن موطنها الأول في لوراسيا ثم انتقلت إلى جوندوانا الجنوبية. كما أشارت التحليلات إلى وجود آلية تشبث متقدمة تتيح للكائن التمسك بالأسطح، وهو ما يعزز فهم وظائفه البيئية في بيئته القديمة.

بيضة عمرها 70 مليون عام

عثر فريق من علماء الحفريات في باتاغونيا على بيضة شبه سليمة عمرها نحو 70 مليون عام، وربما تحتوي على جنين ديناصور لاحم في طور النمو. وتم الكشف عن البيضة خلال بث مباشر ضمن بعثة العصر الطباشيري الأساسية التابعة للمتحف الأرجنتيني لعلوم الطبيعة، ما جعل الحدث محط اهتمام عالمي. يوضح الباحثون أن القشرة والتكوين البيولوجي للبيضة في حالة حفظ نادرة ما يرجح انتماءها إلى جنس Bonapartenykus، وهو ديناصور صغير عاش في نهاية العصر الطباشيري. وسيخضع الفريق العينة لسلسلة من الفحوص الدقيقة بالأشعة المقطعية والمسح ثلاثي الأبعاد لتحديد وجود الجنين ومرحلة تطوره.

أقدم ديناصور أرجنتيني

في يونيو 2025 أعلنت بعثة علمية أرجنتينية بالتعاون مع متحف التاريخ الطبيعي في بوينس آيرس عن اكتشاف ديناصور يعود عمره إلى 240 مليون سنة في منطقة سان خوان شمال البلاد، ليصبح بذلك أقدم ديناصور معروف على الإطلاق. الكائن الجديد أُطلق عليه اسم Ingentia prima australis، ويبلغ طوله نحو عشرة أمتار ويتميّز بعظام جوفاء ونظام تنفسي قريب من الطيور الحديثة. يعتقد الباحثون أنه عاش قبل تطور السلالات الكبرى من الديناصورات المفترسة والنباتية، ما يجعله حلقة مفقودة في فهم أصل هذه الفئة من الكائنات. ويؤكد الدكتور ليوناردو سالجادو أن هذا الاكتشاف يغير الجدول الزمني لتطور الديناصورات، مع تكرار الأرجنتين كمهد لأسرار عصور ما قبل التاريخ.

إطار عام وتأثيراته

يرى خبراء الحفريات أن عام 2025 يمثل نقلة نوعية في فهم التاريخ التطوري للحياة على الأرض، حيث سمحت تقنيات المسح المجهرى ثلاثي الأبعاد وتحليل النظائر بالكشف عن تفاصيل دقيقة لم تكن مُتصورة قبل عقد من الزمن. هذه الاكتشافات تجمع بين بيضة الديناصور الأسترالية وذبابة قديمة وديناصور أرجنتيني، وتؤكد أن كوكب الأرض لا يزال يخفي طبقات من التاريخ لم تُقرأ بعد. كل حفرية جديدة تُعد رسالة من الماضي تذكّرنا بعمق رحلة الحياة وتعقيدها وتسلط الضوء على مسارات التطور وتداخلاتها. وتبرز النتائج أن أستراليا والأرجنتين تملكان دوراً محورياً في فهم أصول الكائنات وتنوعها عبر العصور.

شاركها.
اترك تعليقاً