يُعرّف الشيب المبكر بأنه ظهور الشعر الأبيض أو الرمادي في عمر مبكر، وغالبًا ما يظهر قبل الثلاثين. يظهر الشيب نتيجة توقف الخلايا الصبغية في بصيلات الشعر عن إنتاج الميلانين المسؤولة عن اللون. في الحالات الطبيعية يشيخ الشعر مع تقدم العمر، أما الشيب المبكر فيحدث عندما يتعطل هذا الإنتاج مبكرًا. ويظل الهدف فهم آليات هذه الظاهرة وتقييم العوامل المؤثرة.
تشير دراسات طبية حديثة إلى وجود علاقة بين الإجهاد النفسي والتوتر المزمن وبين ظهور الشيب المبكر. عند التعرض لضغط نفسي شديد، يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والنورأدرينالين، وهي عوامل قد تؤثر في الخلايا المسؤولة عن لون الشعر. أظهرت دراسة منشورة في المعهد الوطني للصحة أن التوتر قد يسبب تلف الخلايا الجذعية الموجودة في بصيلات الشعر التي تتحول لاحقًا إلى خلايا صبغية. عندما تتضرر هذه الخلايا بسبب التوتر، يفقد الشعر قدرته على الحفاظ على لونه فيتحول إلى اللون الأبيض أو الرمادي قبل أوانه.
عوامل إضافية وراء الشيب المبكر
إلى جانب التوتر، توجد عدة عوامل قد تساهم في ظهور الشيب المبكر. تشير المصادر إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا، فاذا كان أحد الوالدين قد ظهر لديه الشيب مبكرًا فاحتمال حدوثه لدى الأبناء أعلى. كما أن نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين B12 والحديد والنحاس يمكن أن يؤثر في صحة الشعر ولونه. قد ترتبط أمراض مناعية أو اضطرابات هرمونية مثل مشاكل الغدة الدرقية أو البهاق بالشيب المبكر. إضافة إلى ذلك، يساهم نمط الحياة غير الصحي مثل التدخين وقلة النوم وسوء التغذية في تسريع ظهور الشيب.
لا يتوفر حتى الآن علاج طبي فعال يعيد اللون الطبيعي للشعر بعد الشيب. تتركّز العلاجات المتداولة على الوقاية أو التغطية التجميلية كالصبغات، ولا تعيد اللون الأصلي للشعر. مع ذلك، يمكن أن تساهم تغييرات في نمط الحياة في إبطاء تقدم الشيب، مثل تقليل التوتر من خلال الرياضة والتأمل والنوم الكافي. كما يُشجع على اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن والابتعاد عن التدخين، والاستشارة الطبية إذا ظهر الشيب مبكرًا بشكل مفاجئ.