يؤكد خبير التغذية الدكتور عبد الرحمن شمس أن الفيتامينات هي مركبات عضوية يحتاجها الجسم بكميات قليلة لأداء وظائفه الحيوية مثل تقوية المناعة وبناء العظام وتحفيز النمو. يحصل الأطفال عادة على احتياجاتهم من هذه الفيتامينات من خلال نظام غذائي متوازن يضم الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات ومنتجات الألبان. وتؤدي الفيتامينات دوراً رئيسياً في دعم صحة النمو والتطور، خاصة في مراحل الطفولة، لكنها ليست منحة عشوائية بل تتطلب اختياراً غذائياً سليماً.
متى يحتاج الطفل إلى الفيتامينات؟
يؤكد أطباء الأطفال وخبراء التغذية أن معظم الأطفال الأصحاء الذين يتناولون غذاءً متنوعاً لا يحتاجون إلى مكملات غذائية. مع ذلك يوجد حالات تستدعي التدخل لتعويض نقص محدد مثل نقص الحديد أو فيتامين D. كما أن الأطفال ذوي الحساسية نحو بعض المجموعات الغذائية أو النباتيون قد يحتاجون إلى متابعة غذائية ومكملات تحت إشراف الطبيب. في حالات اضطرابات الامتصاص أو أمراض جهازية قد يقرر الطبيب استخدام المكملات بشكل مخصص.
موضة أم ضرورة؟
تُظهر الحملات الإعلانية للمكملات الموجهة للأطفال تأثيراً واسعاً على رأي الأهالي بأن المكملات علامة على العناية الجيدة. يؤدي الإفراط في تناول المكملات إلى مخاطر صحية تفوق الفوائد في بعض الحالات. على سبيل المثال، قد يتسبب الإفراط في فيتامين A بتسمم إذا تم تناوله بكميات زائدة، وكذلك الحديد قد يسبب مشاكل في الكبد والجهاز الهضمي إذا لم يكن هناك نقص فعلي. لذا يظل التقييم الطبي والتوجيه المهني ضرورياً.
المخاطر والبديل الأفضل
تعدّ الاستعمالات العشوائية للمكملات من أبرز المخاطر لأنها تعطي الوالدين انطباعاً بأن الأمر آمن دائماً. كما أن فيتامينات الدهون الذائبة مثل A وD وE وK قد تتراكم في الجسم وتسبب مشاكل صحية خطيرة إذا زادت عن الحد. توصي منظمات الصحة العالمية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن يحصل الأطفال على العناصر الغذائية من الطعام الحقيقي أولاً، وتُستخدم المكملات فقط عند الحاجة وتحت إشراف الطبيب.
الخلاصة
الغذاء المتوازن يبقى المصدر الأساسي للصحة ونمو الطفل. المكملات ليست بديلاً عن الغذاء، وتُستخدم فقط عندما يقرر الطبيب وجود نقص فعلي مع ضرورة الإشراف الطبي. وباختصار، الالتزام بنظام غذائي صحي يحقق أهداف النمو ويقلل المخاطر من الإفراط في المكملات.