أعلن باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز نتائج دراسة حديثة حول الفصام وتأثيره في إدراك الصوت الداخلي والخارجي. شملت الدراسة ثلاث مجموعات هي: 55 شخصاً مصاباً بالفصام يعانون من هلوسات سمعية حديثة، و44 شخصاً مصاباً بالفصام دون هلوسات سمعية حديثة، و43 شخصاً من غير المصابين بالفصام. طُلب من المشاركين أداء مهمة بسيطة لكنها دقيقة: الاستماع إلى الكلمتين «bah» و«bih» عبر السماعات، مع نطق داخلي لإحدى الكلمتين في اللحظة نفسها، ولم يعرفوا مسبقاً ما إذا كان الصوت الداخلي سيطابق الصوت الخارجي أم لا.
أظهرت النتائج أنه عندما تحقق التوافق بين الصوت الداخلي والصوت الخارجي، استجابت أدمغة المصابين بالهلوسات السمعية بقوة غير عادية، مقارنة بالأصحاء. وتبيّن أن الدماغ عادةً يقلل نشاط المنطقة المسؤولة عن السمع أثناء التفكير الداخلي، لكن في الفصام يفقد النظام قدرته على التمييز فيتعامل مع الصوت الداخلي كأنه صوت خارجي. وهذا يفسر كيف تبدو الأصوات الداخلية للمريض كأصوات حقيقية يسمعها من الآخرين وتكون مخيفة بالنسبة إليه.
آليات وتفسير النتائج
أوضح الباحثون أن الدماغ عادة يتوقع الصوت أثناء الكلام الداخلي ويقلل نشاط منطقة السمع، لكن هذا النظام يتعطل لدى المصابين بالفصام فيفقد الدم القدرة على التمييز بين الصوت الداخلي والصوت الخارجي. يمهد هذا الاكتشاف الطريق للتنبؤ بالذهان قبل ظهور أعراضه، وهو ما يسمح بالتدخل المبكر والعلاج في مراحل أقدم.