أبرز التعليم الفني في السنوات الأخيرة مساحات واسعة لاكتشاف المواهب وصناعة قصص النجاح. أثبت الطلاب أنهم قادرون على الإبداع وتلبية متطلبات سوق العمل. من داخل الورش والمعامل خرجت أفكار ومشروعات طموحة نفذها شباب مؤهلون وتنافست في الواقع العملي لخدمة المجتمع بشكل ملموس. يعكس هذا التطور دعم الدولة للمنظومة ويؤكد أن المستقبل المهني للطلاب الفنيين واعد.
نجاحات الطلاب في التعليم الفني
أحد النماذج البارزة هو الطالب عمر أحمد محمد من المدرسة الفنية المتقدمة بنظام خمس سنوات في مدينة السادس من أكتوبر، قسم السيارات. كان من أوائل المحافظة في الشهادة الإعدادية بواقع 273 من أصل 280، واختار الالتحاق بالتعليم الفني عن قناعة وحب للمجال. أوضح أن والده كان قدوة له وأن أسرته دعمت قراره، وهو ما عزز ثقته بأن المجال سيتيح له مستقبلًا مهنيًا ناجحًا. يربط شغفه بالسيارات منذ مراحل مبكرة ويرى أن إعداد الورش والمراكز داخل المدرسة أداة تقوية لسوق العمل.
تفاصيل مشروع السيارة الكهربائية
عمل عمر مع زملائه في مشروع تخرج فريد حول تحويل سيارة تالفة إلى سيارة كهربائية صالحة للسير في المدن. شارك في المشروع نحو ستين طالبًا واستغرق ثمانية أشهر بتكلفة إجمالية بلغت نحو 150 ألف جنيه. يعد المشروع أحد أكبر المشاريع المنفذة على مستوى مدارس التعليم الفني في مصر، وتلقى عمر تكريمًا من وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة تقديرًا له. كما أظهرت النتائج أن السيارة يمكنها قطع مئة كيلومتر بتكلفة تشغيل نحو 15 جنيها مع إمكانية الشحن من الشارع أو المنزل بطيء خلال ساعتين وشحن سريع خلال نصف ساعة.
آثار وفرص مستقبلية
ويؤكد عمر أن التعليم الفني يمثل وسيلة حقيقية لإعداد الشباب لسوق العمل، وأن إنجازاته ومشروعاته تساهم في كسر الصورة النمطية عن هذا المسار. يواصل حاليًا دراسته في كلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة حلوان ويدير مركز صيانة خاص به. يأمل في توسيع المركز وتطويره ليصبح من أكبر مراكز الصيانة في العالم.