تلاحظ الجهات الصحية تزايد الإقبال على مكملات المغنيسيوم وتروَّج لها كعلاجٍ شامل لمشاكل مثل الأرق وتشنجات العضلات والقلق. ويحذر خبراء الصحة من أن بعض هذه الادعاءات لا تستند إلى أدلة علمية كافية، مما يستدعي التريث قبل استخدامها بشكل عشوائي. وتشير المصادر إلى أن المغنيسيوم عنصر أساسي يشارك في أكثر من 300 تفاعل إنزيمي في الجسم، منها إنتاج البروتين وتنظيم وظائف الأعصاب والعضلات وتحويل الغذاء إلى طاقة. ورغم ذلك، غالباً ما يمكن تحقيق الاحتياج اليومي من خلال نظام غذائي متوازن دون الحاجة إلى المكملات.
المغنيسيوم في الغذاء
تختلف الاحتياجات اليومية من المغنيسيوم بين 310 و420 ملليغراماً للبالغين. ويمكن تغطية هذه الكمية من خلال أطعمة شائعة مثل اللوز والكاجو وبذور اليقطين والحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات الورقية كالسلق والسبانخ، إضافة إلى الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من المغنيسيوم. تُتيح هذه المصادر الحفاظ على مستويات المغنيسيوم بشكل طبيعي ضمن حصة غذائية متوازنة.
من يحتاج إلى المكملات؟
رغم وفرة المصادر الطبيعية، تظل بعض الفئات أكثر عرضة لنقص المغنيسيوم. منها كبار السن، ومرضى داء كرون أو السيلياك، إضافة إلى المصابين بالنوع الثاني من السكري، أو من يعانون من سوء امتصاص مزمن أو إدمان الكحول. وتظهر أعراض نقص المغنيسيوم مثل التشنجات والارتعاش وفقدان الشهية والغثيان، وقد تتطور الحالات الشديدة إلى اضطراب ضربات القلب. ويظل النقص أكثر شيوعاً بين هذه الفئات مع تفاوت في شدته.
الحقيقة وراء الادعاءات الصحية
على الرغم من الترويج المتكرر، تبقى الأدلة حول فائدة المغنيسيوم في مكافحة مشاكل متعددة غير حاسمة. بينما تدعم بعض الدراسات دوره في تخفيف نوبات الصداع النصفي، لم تُحسم فوائد تحسين النوم أو منع التشنجات علمياً وتباينت النتائج بين الدراسات. ولذلك فإن استخدامه لهذه الأغراض يحتاج إلى مزيد من البحث ومراجعة مختصة.
احذر الجرعة الزائدة
تُعد المكملات آمنة نسبياً عند استخدامها بجرعات معتدلة، لكن الإفراط قد يسبب الإسهال واضطرابات المعدة والغثيان. كما أن بعض المكملات تحتوي على مزيج من الفيتامينات والمعادن، ما قد يؤدي إلى تجاوز الحدود اليومية الآمنة دون قصد. وينصح بإجراء فحص دم لتقييم مستوى المغنيسيوم قبل البدء واستشارة الطبيب أو الصيدلي لتجنب التداخلات الدوائية أو الجرعات الزائدة.
خلاصة وتوصيات صحية
تؤكد التوجيهات أن الالتزام بنمط حياة صحي ونظام غذائي متوازن يظل الخيار الأمثل لدعم مستويات المغنيسيوم بشكل آمن.
يظل الاعتماد على المصادر الغذائية المتنوعة الأساس، مع استشارة الطبيب قبل اللجوء إلى المكملات في حالات وجود أمراض مزمنة أو أدوية قد تُفاعل معها.
إذا ظهرت أعراض تدل على نقص مستمر أو احتياج خاص، يجب إجراء تقييم طبي لاتخاذ القرار المناسب دون الاعتماد على ادعاءات غير مؤكدة.