تراجعت أسواق الذهب في مصر خلال الساعات الماضية، لتفقد جزءًا من مكاسبها التاريخية التي حققتها في الأسابيع الأخيرة. وانخفض سعر جرام عيار 21، الأكثر تداولًا في السوق المحلية، من مستوى 5900 جنيه إلى نحو 5470 جنيهًا بفارق 430 جنيهًا دفعة واحدة، وهو انخفاض يقرب من 7.3%. وتأتي هذه الهبوط نتيجة لتراجع عالمي هو الأكبر منذ أكثر من عشر سنوات.
الأسباب والتداعيات العالمية
وقال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إن الانخفاض المفاجئ في الأسعار المحلية جاء نتيجة مباشرة للتراجع العالمي الحاد في تعاملات الذهب، حيث فقدت الأونصة أكثر من 7% في يوم واحد.
وصف واصف الحركة بأنها موجة تصحيح قوية بعد فترات الارتفاعات القياسية، موضحًا أن المستثمرين لجأوا لجني الأرباح.
وأشار إلى أن صعود الدولار الأميركي أمام العملات الرئيسية وتحسن شهية المخاطرة في الأسواق دفعا كثيرين إلى تقليص حيازتهم من الذهب، مما ساهم في تسارع الهبوط.
السوق المصرية والطلب العالمي
وأوضح أن الطلب العالمي على الذهب تراجع مؤقتًا نتيجة انحسار التوترات الجيوسياسية في بعض المناطق، ما قلل الإقبال على الملاذات الآمنة مثل الذهب.
وأكد أن السوق المصرية تتأثر مباشرة بحركة الأسعار العالمية للأونصة بسبب ارتباط تسعير الذهب المحلي بسعر الدولار وسوق الصرف، ما يجعل أي تغير عالمي ينعكس فورًا على الأسعار داخل مصر.
ورغم هذا التراجع، أشار إلى أن الهبوط لا يعكس أساسيات الذهب وأن المعدن ما زال يحتفظ بجاذبيته كأداة للتحوط ضد التضخم وحفظ القيمة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادية العالمية.
التوقعات والفرص القريبة
وأكّد واصف أن الانخفاض الحالي قد يمثل فرصة للمستثمرين للشراء على المدى المتوسط أو الطويل، مع الإشارة إلى أن الأسعار الحالية جذابة نسبيًا مقارنة بالمستويات القياسية السابقة.
وأضاف أن الأسواق تترقب أي تحركات جديدة في السياسة النقدية الأمريكية، فأي إشارات على تخفيض قيود الفائدة قد تدعم الذهب وتعيد الأسعار إلى الصعود.
كما لفت إلى أن حركة البيع والشراء في السوق المحلية ما زالت هادئة، مع انتظار المستهلكين وضوح الرؤية بشكل أكبر.
آفاق السوق المحلية في المدى القريب
وتوقع أن تشهد السوق المحلية استقرارًا نسبيًا خلال الأيام المقبلة حتى تمتص الأسواق صدمة الانخفاض وتبدأ في رسم مسار جديد للتداول.
وأشار إلى أن بعض المستثمرين بدأوا باستغلال الانخفاض لشراء كميات محدودة أملاً في تحقيق مكاسب مستقبلية عند عودة الأونصة للارتفاع.
وأعلن الخبراء أن الذهب سيظل ملاذًا آمنًا على المدى الطويل، خاصة في ظل استمرار الضغوط التضخمية وتغير سياسات الفائدة في الأسواق الكبرى.