يشرح هذا النص مفهوم التأتأة وأنواعها وأعراضها وسبل التعامل معها، مع توضيح الفروق الأساسية بين الأنواع الأكثر شيوعًا وخطرها على الأطفال. يؤكد أن التأتأة تتجسد في انقطاع تدفق الكلام وتكرار الأصوات أو المقاطع أو الكلمات، وتختلف عن التكرار الطبيعي عند تعلم الكلام. يهدف إلى تقديم معلومات مبسطة ومساعدة عملية لأهالي الأطفال والمعنيين بالمجال الصحي أو التعليمي.

أنواع التأتأة

التأتأة النمائية هي الأكثر شيوعًا بين الأطفال وتظهر عادةً بين عمر السنتين والخمس سنوات، وقد تنشأ حين يتأخر تطور الكلام واللغة عما يريد الطفل قوله. وتشير إلى أن التلعثم يرتبط بنمو اللغة في هذه المرحلة، وغالبًا ما يتحسن مع مرور الوقت أو مع التدخل المبكر. وتبرز بداية تدريجية في التعبير وقد تزداد في المواقف التي تتطلب كلامًا بسيطًا وسريعًا.

التأتأة العصبية قد تحدث بعد سكتة دماغية أو إصابة دماغية، وتنتج عن مشاكل في الإشارات بين الدماغ والأعصاب والعضلات المسؤولة عن الكلام. يظهر ذلك عندما يفقد التحكم في الحركات الكلامية بسبب الخلل العصبي، وتكون الأعراض أحيانًا ثابتة وتتطلب تقييمًا تخصصيًا. يتطلب الوضع متابعة طبية دقيقة من أخصائي النطق واللغة مع مراعاة الحالة العصبية العامة.

التأتأة النفسية ليست شائعة وتظهر غالبًا بعد صدمة عاطفية أو ضغوط نفسية شديدة. قد ترافقها مشاكل في التفكير والاستدلال أحيانًا، وتختلف في أصلها عن الأنواع الأخرى من التأتأة وطرق التعامل معها. يفضل تقييمها من فريق صحي مختص لتحديد الدعم النفسي إلى جانب التدخل اللغوي إن لزم الأمر.

من هم الأطفال المعرضون لخطر التأتأة؟

يميل الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالتأتأة إلى أن يكونوا أكثر عرضة لتطورها. كما أن استمرار التلعثم لمدة ستة أشهر أو أكثر يعتبر علامة خطر رئيسية قد تستدعي المتابعة المتقدمة. قد يصاحب الخطر وجود اضطرابات في الكلام أو اللغة أو وجود مخاوف أو توتر في سياق التحدث وتفاعلهم مع أفراد الأسرة.

أعراض التأتأة عند الطفل

تظهر أعراض التأتأة عندما يواجه الطفل صعوبات في تدفق الكلام، فيبدأ بتكرار الأصوات أو المقاطع أو الكلمات بشكل متكرر. قد يطيل الصوت أو يتوقف أثناء الكلام، وذلك مع محاولة للسيطرة على النطق. أحيانًا يصاحبها استخدام كلمات تعجب أو كلمات ناقصة الكلام، أو تقليل الوتيرة والتوقفات المتكررة.

قد تتغير شدة التلعثم خلال اليوم وبحسب الموقف، وتزداد مع التعب أو التوتر. وتشمل الأعراض أيضًا شعورًا بالضيق أو الخوف من الكلام أو تكرار نفس العبارات بشكل قهري. ينبغي مراجعة الطبيب المختص لتقييم الحالة والتأكد من التشخيص وخطة التدخل المناسبة.

كيف يتم علاج التأتأة عند الطفل

لا يوجد علاج واحد يزيل التأتأة نهائيًا، لكن التدخل المبكر يساعد في تقليل استمرار المشكلة حتى البلوغ. يعتمد العلاج على عمر الطفل، أعراضه، وصحته العامة، وتُستخدم أساليب مختلفة لتعليم مهارات تساعده على التحدث بدون تلعثم. قد يعلّمه أخصائي النطق واللغة تقنيات لإبطاء الكلام والتنفس أثناء الكلام.

المضاعفات المحتملة للتأتأة

قد تؤدي التأتأة إلى تقليل المشاركة في بعض الأنشطة وتراجع الثقة بالنفس، خاصة في بيئات تتطلب الكلام العلني. كما يمكن أن يؤثر التلعثم سلبًا على الأداء المدرسي وتكوين العلاقات الاجتماعية. ترتبط هذه العوامل باحتياج إلى متابعة مستمرة مع فريق الرعاية الصحية لضمان الدعم النفسي واللغوي المناسب وتجنب آثار سلبية طويلة الأمد.

شاركها.
اترك تعليقاً