تُشير الأبحاث المتعددة إلى وجود روابط قوية بين استهلاك الكافيين وصحة البشرة وتسارع عملية الشيخوخة. وتتنوع المصادر التي ناقشت هذه العلاقة، وتركز غالبًا على القهوة كمصدر رئيسي للكافيين. وتوضح النتائج أن تأثير الكافيين على البشرة يمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا اعتمادًا على الكمية والظروف المحيطة. وتؤكد المصادر أن هذه التأثيرات تنعكس في مظهر البشرة وتغيرها مع العمر.
إنتاج الكولاجين في البشرة
الكولاجين عنصر أساسي في بناء البشرة ويمنحها بنية ومرونة وتماسكاً. مع التقدم في العمر ينخفض الكولاجين بشكل طبيعي، كما تشير بعض الدراسات إلى أن مستخلص القهوة قد يساعد في تعزيز مستوياته في البشرة. لكن نتائج الدراسات الأخرى متباينة، فالكافيين قد يؤثر في تخليق الكولاجين أو تحلله، وغالبًا ما تكون هذه النتائج من دراسات ما قبل السريرية وليست على البشر. لذلك تبقى الصورة غير حاسمة حتى الآن وتحتاج إلى توكيد من أبحاث بشرية متقدمة.
الجفاف ومرونة الجلد
قد يؤدي الاستهلاك الكبير للكافيين إلى جفاف البشرة وقلّة رطوبتها. وفي المقابل، أشارت إحدى الدراسات إلى أن مستخلص لب القهوة يحسّن بشكل ملحوظ مرونة الجلد، ويرفع الرطوبة واللمعان والملمس الصحي للبشرة. كما ارتبطت هذه التحسينات بمستويات البوليفينولات الموجودة في القهوة. وبناءً على ذلك، يظهر أثر القهوة في تحسين بعض مؤشرات البشرة التي تبدو أصغر سنًا بشكل غير ثابت على جميع الأفراد.
مكافحة الالتهاب
يمكن أن يساعد استهلاك كميات معتدلة من الكافيين في مكافحة الالتهاب، نظراً لوجود مضادات الأكسدة والبوليفينولات في القهوة والشاي. وتساهم هذه المركبات في تقليل الالتهاب وحماية البشرة من الإجهاد التأكسدي. وتؤدي خفض الالتهاب إلى تقليل علامات الإجهاد الظاهر على البشرة وتحسين مظهرها العام.
الشيخوخة البيولوجية
تشير النتائج إلى أن الاستهلاك المعتدل للكافيين يرتبط بفوائد في الحد من الشيخوخة البيولوجية. يمكن للكافيين أن يعزز إصلاح الحمض النووي والاستجابة الخلوية للإجهاد، ما قد يساهم في إبطاء شيخوخة الخلايا. وتبقى هذه النتائج نسبية وتتطلب مزيداً من البحث لفهم آلياتها وتحديد الكميات الأمثل.
أضرار الإفراط في تناول القهوة
رغم الفوائد المتعددة للقهوة، يبيّن الواقع أن الإفراط في تناول الكافيين يضر بالبشرة وبالصحة العامة. قد يؤدي الإفراط إلى زيادة ضربات القلب والقلق وصعوبات النوم ومشاكل الجهاز الهضمي وارتفاع ضغط الدم. وتوصي المصادر بعدم تجاوز 400 مليغرام من الكافيين يوميًا، وهو ما يعادل نحو كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة.