دور غزة وإعادة الإعمار
أكدت مصر اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي على توحيد الجهود لدعم إعادة إعمار غزة من خلال مؤتمر دولي يجمع الجهات المانحة، مع شرط استمرار وقف إطلاق النار. أشارت تقارير صحفية إلى استعداد الاتحاد للمساهمة في هذا الجهد، وأن المؤتمر يهدف إلى جمع تمويل دولي واسع للمرحلة المقبلة. كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن عقد المؤتمر يمثل خطوة أساسية في مسار التعافي وإعادة البناء في القطاع.
أشار رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إلى دور القيادة المصرية والوساطة الثابتة وجهوده في التوصل إلى وقف إطلاق النار بالمرحلة الأولى في غزة. وأضاف أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا عندما تمتد جهود إعادة الإعمار لتشمل ما خلفته أضرار القطاع، وأنه سيعقد مؤتمر دولي لتمويل إعادة الإعمار مع استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة. وشدد كوستا على أن هذه الشراكة تعكس التزام الجانبين وتفتح آفاق لاستقرار إقليمي أوسع.
وأكد أن وقف إطلاق النار يمثل معلمًا هامًا، ولكنه مجرد بداية نحو استعادة عملية سلام عادلة وشاملة تقوم على حل الدولتين. أشار إلى أن الهدف النهائي إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. أضاف أن إعادة إعمار غزة تتصدر الأولويات وتربط النجاح السياسي بتحقق تسوية سياسية واقعية.
التعاون الاقتصادي والتمويل الأوروبي
تباحث القادة خلال القمة حول تعزيز العلاقات الثنائية وفتح قنوات حوار حول قضايا السياسة الإقليمية والعالمية، بما في ذلك مسألة الهجرة ودور مصر في النزاعات الإقليمية. ووقّع الجانبان اتفاقية تسمح بصرف 4 مليارات يورو كقروض لدعم الإصلاحات الاقتصادية في مصر وتعزيز الاستقرار المالي وتشجيع الاستثمارات، مع تأكيد فون دير لاين أن الحكومة المصرية تقود برنامج إصلاح طموح.
بلغ حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي ومصر نحو 32.5 مليار يورو في عام 2024، وتُعد أوروبا أكبر شريك تجاري لمصر في السلع بفضل اتفاقية شراكة تمتد لعشرين عاماً وتوفر معاملة تفضيلية للمنتجات المصرية. كما انضمت مصر رسمياً إلى برنامج “هورايزن أوروبا” الذي يوفر تمويلًا لمشروعات البحث والتطوير، وتعمل مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون في الطاقة المتجددة. وتؤكد هذه الخطوات التزام الجانبين بتعميق التعاون العلمي والاقتصادي، ودعم استقرار الاقتصاد المصري وتطوير قطاع الطاقة.