تشير التقارير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية، لكنها تحمل في طيّاتها مشكلة نفسية خطيرة مرتبطة بتشوه صورة الجسم. يفرض الاستخدام المستمر للمحتوى المقارن صورة ذاتية مشوّهة نتيجة الصور المعدلة والفلاتر التي تبرز أفضل الزوايا والإضاءة. يؤدي التفاعل اليومي على هذه المنصات إلى زيادة القلق بشأن المظهر وتراجع الثقة بالنفس لدى فئات مختلفة من الشباب.

يتزايد تأثير المقارنة على الثقة بالنفس، فمع كل صورة مثالية يركز المستخدمون على ما يفتقدونه بدلاً من تقدير ما لديهم، ويزداد الضغط بأن تكون الصورة كما يرغبون في أن تكون. يرى البعض أن أغلب الصور لا تعكس الواقع لأنها معدّلة أو ملتقطة بعناية لتظهر أفضل ما لديها. مع مرور الوقت يفقد البعض إدراكهم الحقيقي لجسدهم ويشعرون بأن جسدهم “ليست كافية”.

المقارنة والتصور الذاتي

تدفع منصات التواصل المستخدمين إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين باستمرار، فكل صورة مثالية تركز الانتباه على ما يفتقدونه وتقلل من قيمة ما لديهم. يصبح الوعي بالواقع محدوداً أمام الإشارات الرقمية التي تظهر مظهراً مثالياً غير واقعي. نتيجة ذلك يزداد الإحساس بالنقص وتقل الثقة بالنفس تدريجيًا.

أثر الفلاتر والصور المعدّلة

أصبح مفهوم الجمال مرتبطاً بمعالم رقمية لا وجود لها في الواقع بسبب الفلاتر المنتشرة والبرامج التي تحسن البشرة وتغير ملامح الوجه. يؤدي ذلك إلى صراع داخلي بين ما يراه الشخص في المرآة وما يظهره على الشاشة، فيسعى كثيرون إلى الوصول إلى مظهر غير ممكن في الحياة الطبيعية. تترتب على هذه الضغوط آثار سلبية تمتد إلى تصور الشخص لجسده وتقديره لذاته.

تؤثر هذه الممارسات سلباً على الثقة بالنفس وتدفع إلى التفكير في تغييرات قد تكون غير صحية، ما يحفز الحاجة إلى وعي وتقييم واقعي للمظهر بعيداً عن التلاعب الرقمي. تقود هذه الصورة المشوشة إلى مقارنات مستمرة مع الآخرين وتزيد من مستوى القلق وطرق القياس غير الواقعية للجمال.

كيف نحافظ على صورة جسد صحية

تؤكد التوجيهات على أن الوعي الذاتي هو الخطوة الأولى، ويجب تذكير الأشخاص بأن ما يظهر على الإنترنت لا يعكس الواقع دائماً وأن لكل شخص جمالاً فريداً. كما يُنصح بتقليل الوقت الذي يمضيه المستخدمون على المنصات ومتابعة الحسابات التي تشجع محتوى إيجابي وصادق بعيداً عن المقارنات السطحية. وتساعد المناقشات المفتوحة عن الثقة بالنفس وتقبّل الذات الشباب في خفض الضغوط النفسية الناتجة عن السوشيال ميديا.

شاركها.
اترك تعليقاً