توضح هذه المادة أن الزوائد الأنفية هي أورام غير سرطانية تنمو داخل بطانة الممرات الأنفية والجيوب، وتؤدي إلى الالتهابات وتستدعي أحياناً تدخل جراحي لإزالتها. عادة ما تكون هذه الزوائد غير مؤلمة وتظهر ككتل طرية متدلية تشبه دمعة أو حبة عنب صغيرة. تنشأ غالباً في تجاويف الجيوب الغربالية التي تحيط بالأنف، وتكون موجودة ضمن بطانة الممرات الأنفية والجيوب. وتزداد الحاجة إلى الجراحة أحياناً لإزالة الزوائد وفتح الجيوب لتسهيل العلاج بالستيرويدات الموضعية بعد الإزالة.
أعراض الزوائد الأنفية
يعد الاحتقان من أكثر أعراض الزوائد شيوعاً، ويترافق مع سيلان الأنف والتنقيط الأنفي الخلفي. قد تتغير حاسة الشم والتذوق جزئياً لدى بعض المصابين. كما قد يعاني المرضى من اضطرابات النوم وألم الوجه والصداع وألم في الأسنان العلوية أحياناً. كما يشير الشخير أحياناً إلى وجود الزوائد وتأثيرها في مجرى التنفس.
تختلف شدة الأعراض وفقاً لحجم الزوائد ومواقعها داخل التجويف الأنفي والجيوب. وغالباً ما تتفاقم الأعراض خلال التهابات مزمنة أو عدوى متكررة. وقد تستمر الحالة لفترة طويلة وتؤثر في نوعية النوم وجودة الحياة اليومية. ويمكن أن ترتبط الأعراض عند بعض الأشخاص بالربو أو الحساسية المزمنة.
أسباب وعوامل الخطر
يرتبط الالتهاب المزمن لبطانة الأنف والجيوب الأنفية بالزوائد الأنفية. ويُعتقد أن العوامل الوراثية قد تساهم في حدوثها. كما توجد عوامل أخرى مرجحة مثل وجود الربو والحساسية والتهابات الجيوب الأنفية الفطرية التحسسية. وقد يلعب نقص فيتامين د والتعرض المستمر لمسببات الحساسية دوراً في تفاقم الحالة.
وتشير الأدلّة إلى أن وجود الربو والحساسية والتعرض المستمر لمسبباتها يسهم في تكون الزوائد. كما يُلاحظ وجود علاقة بين وجود حساسية مزمنة والتعرض المستمر لمسببات الحساسية مع تطور الحالات. وتؤدي عوامل الوراثة إلى زيادة احتمال الإصابات عند أفراد من نفس العائلة. وتظل هذه العوامل مرشحة لتفسير وجود الزوائد لدى فئة معينة من المرضى.
العلاج والتعامل مع الزوائد الأنفية
تتوفر خيارات علاجية تشمل الأدوية والجراحة، وتُحدد المسارات العلاجية وفقاً لحجم الزوائد وشدة الأعراض. فإذا كانت الزوائد صغيرة يمكن استخدام الستيرويدات الأنفية كالبخاخات أو القطرات أو غسل الأنف بمحلول ملحي. وقد يساعد ذلك في تقليل الالتهاب وتخفيف الأعراض المرتبطة. كما يمكن استخدام مضادات الهيستامين أو المضادات الحيوية إذا كانت الحساسية أو العدوى المزمنة تسبب تورماً في الممرات الأنفية.
وعندما لا تُفيد الأدوية بالنتيجة المرجوة، قد تُجرى إزالة الزوائد جراحياً مع فتح الجيوب لتحسين الوصول إلى العلاج بالستيرويدات الموضعية بعد الجراحة. وتستلزم الجراحة متابعة دورية بسبب احتمال عودة الزوائد بعد الإزالة. وتهدف الإجراءات إلى تحسين التنفس وفتح الممرات لتسهيل العلاج المستمر والحد من التكرار.
الوقاية من مضاعفات الحساسية
ولتقليل مضاعفات الحساسية المرتبطة بالزوائد، يجب اتباع خطوات وقائية محددة. تجنب المهيجات الأنفية مثل الغبار وتلوث الهواء والدخان. كما ينبغي الحفاظ على نظافة اليدين وممارسة غسل الأنف بشكل منتظم. ينبغي أيضاً متابعة الحالة مع الطبيب وتعديل العلاج حسب الحاجة لتقليل فرص التكرار.


