تزداد الاهتمامات العالمية بنظام الكيتو نظرًا لقدرته على إنقاص الوزن بسرعة وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، خصوصًا عند تقليل الكربوهيدرات وزيادة الدهون. يدخل الجسم في حالة تسمى الكيتوزية، حيث يصبح الدهون المصدر الأساسي للطاقة. وعلى الرغم من أن النتائج قد تكون سريعة على المدى القصير، يبدأ الخبراء في التشكيك بشأن آثارها على المدى الطويل. تتطلب هذه الحمية متابعة دقيقة وتقييمًا صحيًا مستمرًا خصوصًا لمن لديهم أمراض مزمنة أو تاريخ صحي حساس.

أعراض الكيتو الأولية

تُشير المراجع الصحية إلى وجود علامات مرتبطة بما يسمى إنفلونزا الكيتو خلال أيام الاختبار الأولى، وهي أعراض تشمل الصداع والغثيان والتعب والانفعال والدوار. يحدث ذلك لأن الجسم ينتقل من الاعتماد على الكربوهيدرات إلى حرق الدهون كمصدر للطاقة، ما يسبب تغيرًا أيضيًا سريعًا وآثار جانبية قصيرة الأمد. يتسبب تقليل الكربوهيدرات في فقدان الماء وتراجع مستويات الإلكتروليت مثل الصوديوم والبوتاسيوم، مما يفاقم الجفاف والتشنجات والإرهاق. لتخفيف الأعراض ينصح الانتقال تدريجيًا، وتوفير سوائل كافية وتناول أطعمة غنية بالمعادن مثل الخضراوات الورقية والأفوكادو والمكسرات، مع مراعاة توازن الأملاح.

تأثيرات على الكلى والهضم

الكليتان تتحملان عبئًا إضافيًا مع النظام عالي الدهون والمنخفض الكربوهيدرات، حيث ترتفع الحموضة في الجسم وتبذل الكلى جهدًا للحفظ على التوازن القاعدي، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الكالسيوم في البول وربما تكون حصوات الكلى مع مرور الوقت. يُنصح بشكل خاص من لديهم تاريخ من حصوات الكلى أو أمراض كلوية بمتابعة طبية دقيقة وفحص تحاليل البول والدم بانتظام قبل وأثناء وبعد اتباع دايت الكيتو. كما أن الهضم يتأثر بسبب انخفاض الألياف نتيجة الحد من الفواكه والحبوب والخضراوات النشوية، ما قد يسبب إمساكًا ونقصًا في بعض الفيتامينات (مثل A وC وفيتامينات B المركبة). لذلك يوصى بإدراج خضروات غنية بالألياف ومنخفضة الكربوهيدرات، مثل السبانخ والبروكلي والقرنبيط والكوسا، وتقييم الحاجة للمكملات الغذائية وفق خطة غذائية متوازنة.

التوجيهات والاحتياطات الصحية

تشير نتائج البحث إلى أن استمرار الدايت لفترة طويلة قد يسبب اختلالات أيضية ومضاعفات قلبية محتملة، كما أن الحفاظ على الحالة الكيتونية الصارمة يمثل تحديًا يؤدي إلى عودة استهلاك الجلوكوز عند التوقف عنه، وهو ما قد يربك عمليات الأيض ويؤثر على استدامة النتائج. وبالتالي يجب أن يتم النظر في هذه الحمية كإجراء مؤقتي وتحت إشراف طبي لمن يعانون من السمنة أو السكري من النوع الثاني، مع توزيع متوازن للمغذيات وتعديل سريع عند الضرورة. ينبغي التركيز على تخطيط وجبات متنوع يتضمن مصادر ألياف غذائية مناسبة وخيارات غذائية منخفضة الكربوهيدرات وتجنب الإفراط في البروتينات الحيوانية التي قد ترفع عبء الكلى. في النهاية، يظل التوازن بين تحقيق فقدان وزن سريع وصحة مستدامة هو المعيار الحاسم عند اختيار أي حمية غذائية.

شاركها.
اترك تعليقاً