أعلنت الدولة المصرية تبني المتحف المصري الكبير كأحد أبرز المشروعات القومية، وبنت صرحاً حضارياً وثقافياً يهدف إلى صون تراثها وتعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية. كما حرصت على أن يكون المتحف نموذجاً رائداً في الاستدامة البيئية وفق أعلى المعايير الدولية. وقد أصبح هذا الصرح إطاراً معرفياً وفنياً يعزز مكانة مصر على المستوى العالمي في قطاع السياحة والثقافة. ونتيجة لذلك، تحول المتحف إلى مبادرة رائدة في البناء الأخضر والابتكار البيئي.
إطار الاستدامة في المتحف
اعتمدت الدولة استراتيجية التنمية المستدامة خلال مراحل البناء، مع التركيز على الطاقة المتجددة بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية أعلى مناطق الانتظار، وهو عمل تم بالتعاون مع مركز تحديث الصناعة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ووزارة الكهرباء. وقد مهدت هذه الجهود للمتحف لتكون مؤهلاً للحصول على جوائز وشهادات عديدة. كما ظهرت نتائج ملموسة في تعزيز مكانة مصر دولياً بمشروعات تعتمد مبادئ الاستدامة وتقديرٍ عالمي لهذا الصرح.
وتبرز ملامح الاستدامة في المتحف من خلال التهوية والإضاءة الطبيعية وأنظمة الكشف عن التسرب والقياس وخفض الحرارة. وتتبنى المتحف حلولاً تصميمية وتشغيلية تقلل الأثر البيئي والانبعاثات وتستخدم أنظمة تحكم ذكية لإدارة الموارد كالماء والطاقة. ويُستخدم الرخام والجرانيت المصريان لتعزيز الترابط مع البيئة المحلية وتدعيم مواد البناء المستدامة. كما تطبق المتحف استراتيجيات تقليل النفايات وإعادة التدوير وتوعية الموظفين والزوار بممارسات بيئية.
الخدمات والتجربة الزائر
تتيح مرافق المتحف مناطق انتظار صممت لإتاحة كاملة لذوي الهمم وتخصيص مسارات للدراجات ومواقف للسيارات وتوظيف سيارات كهربائية. وتهدف هذه الخدمات إلى راحة الزوار وتسهيل تجربتهم مع المعروضات. وتستهدف الإجراءات رفع كفاءة استهلاك المياه والطاقة داخل المبنى من خلال إعادة استخدام المياه وتقليل استخدامها في الزراعات. وتعتمد المرافق أنظمة تحكم بيئية ذكية تدير الإضاءة والتدفئة والتبريد وجودة الهواء الداخلي، مع مساحات خضراء وممرات مفتوحة تعزّز التجربة وتقلل الأثر البيئي.
الجوائز والشهادات الدولية
فاز المتحف بجائزة أفضل مشروع في مجال البناء الأخضر خلال منتدى البيئة والتنمية لعام 2022 ليصبح أول متحف في مصر يحصل على اعتماد مبنى أخضر صديق للبيئة. كما نال جائزة أفضل نموذج لبناء المنشآت والشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة وفق نظام الهرم الأخضر المصري من المركز القومي لبحوث الإسكان في 2022 لمساهمته في إعداد دليل التقييم ونشر الوعي بمباني خضراء المستدامة. وحصل كذلك على شهادات دولية في السلامة والصحة المهنية وإدارة البيئة ونظم الجودة، إضافة إلى شهادة EDGE ADVANCE للمباني الخضراء المعتمدة من مؤسسة التمويل الدولية ليصبح بذلك أول متحف أخضر في إفريقيا والشرق الأوسط.
التأثير ورؤية مصر 2030
تُبرز الاستدامة في المتحف كجزء من تطبيق رؤية مصر 2030 من خلال تعزيز الوعي البيئي وترويج المباني الخضراء المستدامة. كما أن إعداد دليل لتقييم المتحف كمشروع أخضر ونشر الوعي وترويج الفوائد الاقتصادية والبيئية والمجتمعية يعزز مكانة مصر عالمياً في مجال البناء المستدام. وتؤكد هذه الجهود الملتزمة بالإطار الوطني أن المباني الخضراء تدعم النمو الاقتصادي وتقلل من الآثار البيئية وتحقق التنمية المجتمعية المستدامة.


