تعلن الحكومة المصرية افتتاح المتحف المصري الكبير كمنارة ثقافية تعيد تعريف العلاقة بين الحضارات وتفتح أبواب الحوار الإنساني. يعتبر المتحف الكبير أكبر صرح أثري مخصص لحضارة واحدة في العالم، وهو ليس مجرد مخزن للآثار. بل هو منصة حوار ثقافي تلتقي فيها الأمم والشعوب على أرض مصر، قلب الحضارة الإنسانية النابض. يقع المشروع في موقع استراتيجي عند أقدام الأهرامات ليؤكد أن مصر هي صلة الوصل بين الماضي والحاضر والمستقبل.

رؤية المتحف وأهدافه

يسعى المتحف إلى تجاوز العرض التقليدي للقطع الأثرية ليعتمد مفهوم التبادل الثقافي والتواصل الإنساني. كما يعمل على نقل المعرفة وتبادل الخبرات مع مؤسسات ثقافية ومتاحف عالمية من خلال برامج تعاون وبحوث ومعارض متنقلة. وينظم المتحف فعاليات دولية مشتركة تجمع فنانين وعلماء آثار وباحثين من خلفيات ثقافية مختلفة عبر ورش عمل ومحاضرات ومعارض تفاعلية. وتُصوغ التجربة الزائرية بصورة تشاركية تيسر فهماً عميقاً وتجاوباً حواسياً مع التاريخ.

التوازن الإنساني والتقنيات

يضع المتحف الحضارة المصرية في سياقها الإنساني العالمي، مقارناً ابتكارات المصريين القدماء بن نظيراتها في حضارات أخرى. وتظهر القاعات الممتدة على مساحة واسعة تجربة تجمع العروض مع تقنيات تفاعلية مثل الشاشات الذكية وتقنيات الواقع المعزز التي تسمح للزائر بسفر افتراضي عبر الزمن. كما يضم المركز مركزاً للتعليم الثقافي ومتحفاً للأطفال يقدم أنشطة تربط بين قيم التسامح والتنوع والاحترام بين الحضارات. هذه المكوّنات تعلي من قيمة الحضارة المصرية كمدرسة حية تُلهم العالم في الإبداع والإنسانية.

التواصل العالمي والتأثير الناعم

تدرك القيادة أن الثقافة أداة قوة ناعمة توازي السياسة والاقتصاد، لذا يسعى المتحف ليكون صوتاً لمصر في المحافل الدولية ومركزاً لتقريب الشعوب عبر الفنون والمعرفة. ومن خلال تنظيم مؤتمرات ومعارض مؤقتة بالتعاون مع متاحف عالمية، يمتد جسور الحوار بين الشرق والغرب ويعزز التبادل الحضاري. يُرتكز ذلك على مبادئ الاحترام المتبادل وتقديم فرص تعلم مشتركة تبني جسور الثقة بين شعوب مختلفة.

الموقع والختام

يقع المتحف بجوار الأهرامات كرمز لاستمرارية الحضارة في قلب التاريخ. في الأول من نوفمبر المقبل يفتح المركز الجديد لتبادل الأفكار، ليبدأ فصلًا جديداً من التواصل بين الشرق والغرب. يظل المتحف المصري الكبير شاهداً على قدرة مصر على جمع العالم تحت سقف واحد ليستمع إلى لغة الحضارة.

شاركها.
اترك تعليقاً