يُعرّف السكر الحملي بأنه ارتفاع مستويات السكر في الدم يُلاحظ خلال فترة الحمل عادةً، ويزول غالبًا بعد الولادة. قد يؤثر هذا الوضع في صحة الأم والجنين إذا لم يتم ضبطه. وتؤكد الرعاية الطبية أنه يمكن إدارة السكر الحملي بشكل فعال من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة ضمن إشراف الطبيب، ما يساهم في الوقاية من المضاعفات. كما أن الالتزام بنصائح الرعاية الصحية يساعد في الحفاظ على استمرارية الحمل بأمان.
آلية حدوثه وخطورته المحتملة
تحدث الإصابة حين تُنتج المشيمة هرمونات قد تُضعف استخدام الجسم للإنسولين، وتُعرف هذه الظاهرة بمقاومة الإنسولين وهي جزء طبيعي من الحمل لكنها قد تتفاقم لدى بعض النساء. وتزداد احتمالية الإصابة عندما يكون عمر الأم 45 عامًا فأكثر. كما أن وجود تاريخ من السكر الحمل يجعل المرأة أكثر عُرضة للإصابة بالسكري من النوع 2 خلال خمس إلى عشر سنوات بعد الولادة. وقد يواجه الأطفال المعرضون لارتفاع سكر الدم أثناء الحمل مخاطر بسبب ذلك مثل احتمال ولادة بوزن مرتفع وزيادة احتمالية السمنة والسكري مستقبلاً.
الأسباب وعوامل الخطر
لا يزال السبب الدقيق للسكر الحمل غير معلوم، ولكن توجد عوامل تزيد الاحتمال. من أهمها زيادة الوزن أو وجود سمنة، إضافة إلى أن تجاوز عمر 45 عامًا يعد مؤشرًا للخطر. كما أن وجود تاريخ عائلي بمرض السكري أو سكري الحمل في حمل سابق يزيد من احتمالية الإصابة. وتُعد متلازمة تكيس المبايض من العوامل التي ترفع خطر الإصابة.
الأعراض الشائعة
غالبًا لا تظهر أعراض واضحة لسكر الحمل، لكن قد تعاني بعض النساء من العطش الشديد والتبول المتكرر وتعب مستمر وتغيرات في الرؤية. كما قد تزداد العدوى المتكررة، خاصة عدوى الخمائر، خلال الحمل. إذا ظهرت أي من هذه الأعراض يجب استشارة الطبيب ضمن الرعاية المتابعة.
الإدارة والعلاج
يمكن إدارة السكر الحملي بمزيج من تغييرات نمط الحياة واستخدام الأدوية عند الحاجة. وتتحقق السيطرة عادة عبر اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، ما يساعد في ضبط مستويات السكر في الدم في معظم الحالات. في بعض الحالات، قد يُطلب استخدام الأنسولين أو أدوية أخرى تحت إشراف الطبيب لضبط السكر أثناء الحمل. وتعود مستويات السكر عادة إلى وضعها الطبيعي بعد الولادة، وبذلك لا يحتاج العلاج عادة إلى الاستمرار بعدها.
التغذية والإدارة الغذائية
تلعب التغذية دورًا أساسيًا في التحكم بسكر الحمل، فغالبًا يُشدد على اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون والدهون الصحية. ينبغي توزيع الوجبات إلى وجبات أصغر وأكثر تكرارًا على مدار اليوم للمساعدة في استقرار مستوى السكر. كما يجب تقليل الأطعمة والمشروبات عالية السكر والتركيز على مصادر الكربوهيدرات من الحبوب الكاملة والخضروات النشوية مع استشارة الطبيب لتحديد الخطة الغذائية الملائمة.
الممارسة الرياضية والكشف المبكر والمتابعة
يسهم النشاط البدني المنتظم في ضبط مستوى السكر أثناء الحمل والوقاية من زيادة الوزن. يوصي الأطباء بممارسة تمارين متوسطة الشدة لمدة 30 دقيقة يومياً، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة الثابتة واليوغا قبل الولادة، مع استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة أي نشاط. تساعد الرياضة أيضاً في تقليل مخاطر المضاعفات المرتبطة بالحمل.
أهمية الكشف المبكر والمتابعة
يُعد الكشف المبكر عن سكري الحمل أمرًا حيويًا للعلاج الفوري والوقاية من المضاعفات. تشير الإرشادات إلى فحص جميع النساء الحوامل خلال أول زيارة قبل الولادة، وتُوصى بعض البروتوكولات بإجراء فحص السكر بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل. يساعد الكشف المبكر في وضع خطة علاجية مناسبة وتجنب المخاطر المحتملة على الأم والجنين.


