توضح الدراسات أن وضعية إمساك الهاتف والانحناء أثناء التصفح قد تُجهد الرقبة وتؤثر في المزاج والطاقة. عندما ينحني الرأس إلى الأمام، يضغط على جذع الدماغ والجهاز العصبي المركزي بشكل مستمر مما يرفع مستوى التوتر البدني. وهذا الإجهاد المستمر قد يتفاقم ليؤثر في النوم والتركيز والشعور العام بالقلق. كما يوضح مفهوم الإدراك المتجسد أن الوضعيات الجسدية تدور حول علاقة دائمة بين الجسد والعقل والمشاعر.

تأثير الوضعية على الصحة النفسية

مع تكرار التصفح بوضعية منحنية، تحمل عضلات الرقبة والجزء العلوي من الظهر عبئاً إضافياً ينعكس على التوتر العصبي. لا تقتصر الآثار على الجسد فحسب بل ترسل إشارات الدماغ إلى حالة توتر مستمرة. تظهر صلة بين الانحناء وشعور بالإعياء والتعب وانخفاض في اليقظة والمرونة العاطفية وتزداد دائرة التأثير لتشمل التوتر المزاجي والتقلبات في الطاقة اليومية.

أثر الانحناء على النوم والتنفس

تشير الأدلة إلى أن الانحناء يقلل من جودة النوم ويزيد من الإرهاق، وهو ما يؤثر في الأداء اليومي والتفاعل مع الآخرين. كما أن الانشغال بفحص الهاتف لساعات يربط بين الوضعية والقلق المستمر والتقلبات المزاجية. يؤدي الضغط المستمر على الحجاب الحاجز والرئتين إلى صعوبات في التنفس وتوزان الطاقة الحيوية.

التأثير على الإدراك الاجتماعي

يمكن أن تؤثر الوضعية أيضاً في إدراكنا الاجتماعي؛ فالوضع المستقيم يضفي مظهراً من الثقة والالتزام، أما الانحناء فيقلل الانطباع بالالتزام أو الثقة. وعندما تلاحظ العيون المحيطة الأوضاع الجسدية كإشارات اجتماعية، يتأثر مزاجك وطاقتك بالتزاوج بين الإشارات والسلوك. لذا فإن الاعتناء بالوضعية أثناء استخدام الهاتف يمكن أن يعزز من شعورك بالتحكم والثقة بالنفس.

إرشادات عملية للوضعيات الصحيحة

ارفع الشاشة إلى مستوى العين لتقليل الضغط على الرقبة والظهر العلوي. حافظ على استرخاء كتفيك وتجنب تقريبهما إلى الأمام، وادحرجهما للخلف لفتح الصدر وتحسين التنفس. خذ فترات راحة منتظمة، فلكل 30 دقيقة من وقت الشاشة قِف وتوجه إلى شيء بعيد لبضع ثوانٍ. ضع إشارات توجيه بسيطة مثل مرآة صغيرة أو إشعارات الهاتف لتصحيح وضعيتك على مدار اليوم.

احرص على تقوية عضلات الوضعية من خلال تمارين بسيطة مثل ثني الذقن، وتدوير الكتف، وتمارين امتداد الظهر بلطف. هذه التمارين تساهم في بناء الوعي بالجسد وتطويع الدماغ لاستقبال إشارات وضعية صحية. مع الوقت، يصبح اتخاذ وضعية صحيحة تلقائيًا أثناء الاستخدام اليومي أسهل.

اعتن بتنظيم التنفس عبر تقنيات التنفس العميق أثناء استخدام الهاتف. يساعد ذلك على استرخاء العضلات وتخفيف التوتر. كما يعزز التركيز والهدوء العام.

راجع وضعيتك بشكل دوري، واستخدم مرآة أو إشعار تذكير لتحقيق تصحيح فوري. إن تثبيت عادة مراجعة الوضعية يساعد في تقليل الإجهاد المستمر وتثبيت سلوك جسدي صحي. مع مرور الوقت ستلاحظ أن وضعيتك تميل تلقائياً إلى الصحة، وتصبح هذه الممارسة جزءاً من روتينك اليومي.

شاركها.
اترك تعليقاً