تعريف اللحمية
تمثل اللحمية كتلة من النسيج تقع خلف الممر الأنفي الخلفي وتؤدي دوراً دفاعياً في الوقاية من دخول البكتيريا والفيروسات عبر الأنف. تسهم في حماية الجهاز التنفسي من الميكروبات التي قد تدخل عبر الأنف وتعمل كخط دفاع مبكر. قد تكون اللحمية طبيعية عند بعض الأشخاص بينما يزداد حجمها في حالات معينة لتضغط على مجرى التنفس. يلاحظ أحياناً أن التضخم يؤثر على حركة الهواء عبر الأنف مما يجعل التنفس أقرب إلى الصعوبة لدى بعض الأشخاص.
عندما يتضخم النسيج وتظهر أعراض مزعجة، غالباً ما يتضح صعوبات في التنفس من الأنف. كما يصاحب التضخم الشخير والتنفس بصوت عالٍ أثناء النوم. وتظهر أحياناً مشاكل في الجيوب الأنفية والتهابات أذن مستمرة أو التهابات أخرى. وفي الحالات التي لا تتحسن فيها الأعراض بالعلاج، يقرر الطبيب إجراء جراحة لإزالة اللحمية بهدف تخفيف الأعراض المرتبطة بتضخمها.
أعراض تضخم اللحمية
تشمل أعراض تضخم اللحمية صعوبة التنفس عبر الأنف والشخير والتنفس بصوت عالٍ أثناء النوم. يظهر أحياناً انقطاع النفس أثناء النوم نتيجة الانسداد مما يؤدي إلى اضطراب النوم. كما يرافق التضخم مشاكل في الجيوب الأنفية وتكرار التهابات الأذن أو التهابات أخرى. قد يلاحظ الأهل تغيراً في الصوت أو صعوبات في البلع عند زيادة التضخم.
إذا لم تتحسن هذه الأعراض بالعلاج الدوائي، يقرر الطبيب إزالة اللحمية جراحياً كخيار لتحسين التنفّس وتقليل التهابات الجهاز التنفسي. عادةً ما تكون هذه الجراحة أكثر شيوعاً بين الأطفال، وغالباً ما تُجرى مع إزالة اللوزتين في نفس الوقت. يعتمد القرار على شدة التضخم وتأثيره على التنفس وجودة النوم. يهدف الخيار الجراحي إلى تحسين جودة التنفّس والصحة العامة للمريض.
جراحة استئصال اللحمية
تخفف جراحة استئصال اللحمية الأعراض المرتبطة بتضخمها وتُجرى عادة عندما لا تكون العلاجات الأخرى فعالة. وتُعد هذه الجراحة أكثر شيوعاً بين الأطفال، وغالباً ما تجرى مع إزالة اللوزتين في وقت واحد. يقيم الطبيب الحاجة للإجراء بناءً على شدة التضخم وتأثيره على التنفس وجودة النوم. يتوقع تحسن التنفّس وجودة النوم بعد إتمام الجراحة.
يمكن إجراء الإجراء كجراحة منفردة أو مع عمليات أخرى في نفس الجلسة، وفق بروتوكولات جراحية محددة. يتم التحضير والجراحة وفق تقييم طبي دقيق لضمان السلامة. يهدف التعافي إلى استعادة التنفّس السليم وتخفيف الالتهابات المرتبطة بالتضخم. تحسن النتائج عادةً ما يكون ملموساً في غضون أسابيع قليلة.
التعافي بعد جراحة استئصال اللحمية
عند إجراء الجراحة، يغادر المريض المستشفى غالباً في نفس اليوم. تتطلب فترة التعافي الالتزام بتعليمات الطبيب وتناول المسكنات والأدوية الموصوفة بشكل منتظم. يُفضّل خلال اليوم الأول تناول أطعمة خفيفة وباردة مثل الزبادي وتجنب الأطعمة الساخنة مع الحرص على شرب كميات كافية من السوائل. من المتوقع أن يلتئم موضع اللحمية خلال أسبوع إلى أسبوعين مع ملاحظة تغيّر في الصوت أو طريقة البلع وهو أمر غالباً ما يكون مؤقتاً.
قد يستمر التغير في الصوت أو طريقة البلع لبضعة أشهر في بعض الحالات. يجب الالتزام بتعليمات الطبيب وتناول الأدوية الموصوفة وفق الجدول المحدد. ينبغي حضور المتابعة الطبية وفق جدول المواعيد لضمان استقرار الوضع والشفاء التام. يساهم الالتزام بالعناية خلال فترة النقاهة في تقليل المخاطر وتحسين النتائج العامة.
مضاعفات محتملة بعد الجراحة
بعد الجراحة يجب الاتصال بالطبيب فوراً في حال ظهور نزيف شديد من الأنف أو الفم بلون أحمر فاتح، أو إذا ارتفعت درجة الحرارة. كما يجب الانتباه إلى وجود ألم مستمر أو حاد في الرقبة أو صداع مع زيادة التورّم أو احمرار الأنف أو العينين. تعتبر هذه العلامات من علامات المضاعفات وتستدعي التقييم الطبي الفوري.
يظل الالتزام بتعليمات ما بعد الجراحة جزءاً أساسياً من التعافي وتقليل مخاطر المضاعفات، مع متابعة الطبيب وفق جدول المتابعة المحدد لضمان سلامة الشفاء وتحسين النتائج الصحية بشكل عام.


