أوضح الدكتور فكري حسن، أستاذ المصريات بجامعة واشنطن، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل لحظة فارقة في تاريخ مصر والعالم. وأكد أن المشروع لم يكن نتاج جهد محلي فحسب، بل ثمرة تعاون دولي واسع مع عدد كبير من الشركات والمؤسسات العالمية. كما أشار إلى أن المتحف يعكس مكانة مصر كمنبر للحضارة الإنسانية، وأنها مهد الحضارات ومنطلق لمفاهيم إنسانية أسهمت في تطور البشرية عبر العصور. وتحدث خلال لقائه مع الإعلامي محمد سعيد محفوظ في برنامج العاشرة المذاع على شاشة إكسترا نيوز عن أن التجربة المصرية اليابانية نموذج فريد للدبلوماسية الثقافية التي تفوق النتائج الأثرية وتبني علاقات سياسية راسخة بين الشعوب.
دبلوماسية ثقافية وتعاون دولي
وأشار إلى أن اليابان ساهمت بتمويل جزء كبير من المشروع، وهو امتداد لتجارب مصر السابقة الناجحة في إنقاذ آثار النوبة. وأكد أن هذه الشراكات لا تحفظ التراث فحسب، بل تعيد رسم خريطة العلاقات الدولية على أسس من التعاون الثقافي والإنساني لا المصالح الضيقة. وأوضح أن الدولة المصرية تعمل على وضع خطة شاملة للارتقاء بالمنطقة المحيطة بالمتحف حضاريًا واقتصاديًا، بما يضمن حسن استيعاب الزيادة المتوقعة في عدد الزوار، والتي قد تصل إلى نحو 8 ملايين زائر سنويًا.
خطة التنمية والمنافع المجتمعية
وأضاف أن التطوير لا يقتصر على العمران بل يشمل رفع مستوى سلوكيات السكان القريبين من المتحف، مع التأكيد بأن نجاح المشروع يعتمد على شعورهم بأن لهم مصلحة مباشرة في الحفاظ على البيئة السياحية وتحسين الخدمات. وشدد على أهمية تدريب الشباب المحلي ودمجهم في مشروعات التشغيل والخدمات السياحية، ليصبح النموذج نموذجًا للتكامل بين الدولة والمجتمع والقطاع الخاص في تحقيق التنمية الشاملة. وتشمل الخطة توسيع البنية التحتية من مطار سفنكس حتى ما بعد هضبة الأهرامات، مرورًا بطريق الفيوم وأبو رواش، في إطار التنمية المستدامة.


