يبحث الاتحاد الأوروبي إمكانية حظر مادة الإيثانول، المكوّن الرئيسي في مطهرات اليد، بعدما أشارت تقارير علمية إلى احتمال ارتباطها بمضاعفات صحية من بينها زيادة خطر السرطان ومشاكل الحمل. وبحسب تقرير نشرته صحيفة The Sun البريطانية، أوصت الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية (ECHA) بتصنيف الإيثانول كمادة قد تكون مسرطنة. ومن المقرر أن تعقد لجنة المنتجات البيولوجية في الوكالة اجتماعاً حاسماً خلال الفترة من 25 إلى 28 نوفمبر لمراجعة الأدلة المتاحة. وفي حال تأكيد التصنيف، فقد توصي اللجنة بسحب تدريجي للإيثانول من مطهرات اليد والمنتجات الاستهلاكية الأخرى، لكن القرار النهائي يعود إلى المفوضية الأوروبية.
أفق القرار الأوروبي
بين التحذيرات والاحتياطات الصحية، تواصل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) توجيهها باستخدام معقمات تحتوي على 60% كحول على الأقل كإجراء فعال للوقاية من العدوى قبل موسم الإنفلونزا ونزلات البرد. وفي حين لا تزال منظمة الصحة العالمية تعتبر الإيثانول آمناً عند استخدامه في التعقيم، تشير دراسات حديثة إلى أن الجسم ينتج عند تكسير الكحول مادة الأسيتالديهيد التي يعتقد أنها مسببة لتلف في الحمض النووي وربما تزيد احتمال الإصابة بالسرطان. كما تحذر Cancer Research UK من أن التعرض المزمن للإيثانول أو مشتقاته قد يرتبط بارتفاع مخاطر عدة أنواع من السرطان، مثل الفم والحلق والكبد والثدي والبنكرياس والبروستاتا. كما يحذر بعض الأبحاث من تأثير أبخرة المعقمات المحتوية على الكحول في الأماكن المغلقة، ما قد يسبب صداعاً وغثياناً ودوراناً، إضافة إلى خطر التسمم عند الابتلاع.
بدائل آمنة وتوجه صناعي
ولا يقتصر وجود الإيثانول على مطهرات اليد فقط، إذ يستخدم في غسول الفم ومثبتات الشعر وكريمات ما بعد الحلاقة إضافة إلى بعض الأدوية والمذيبات الصناعية. وفي ظل المخاوف المتصاعدة، تعمل الهيئات الأوروبية حالياً على البحث عن بدائل أكثر أماناً، مع ضرورة الحفاظ على فاعلية المنتجات في مكافحة العدوى. وتؤكد الجهود أن التوازن بين حماية الإنسان من المخاطر الصحية وضمان استمرار فعالية أدوات النظافة يجب أن يكون الهدف المركزي.


