توضح الدراسات الحديثة أن الهرمونات الصناعية أصبحت تستخدم بشكل متزايد في تربية الدواجن والماشية بهدف تسريع النمو وزيادة الإنتاج. وتؤدي هذه الممارسات إلى وجود بقايا هرمونات في اللحوم والألبان غير العضوية التي يستهلكها الناس. وتنتقل هذه الهرمونات إلى الجسم مع كل وجبة تحتوي على منتجات حيوانية غير عضوية، ما يساهم في تراكمها تدريجيًا. ويؤدي تراكمها إلى خلل في التوازن الهرموني العام، خاصة فيما يتعلق بهرموني الإستروجين والبروجستيرون المسؤولين عن الدورة الشهرية والمزاج والخصوبة.
كيف تصل الهرمونات إلى الطعام
تؤكد الدكتورة إيمان أبو طالب، استشارية النساء، أن وجود الهرمونات الصناعية في اللحوم والدواجن غير العضوية ليس مجرد افتراض بل واقع منتشر. وتشير إلى أن هذه الهرمونات لا تختفي أثناء الطهي وتنتقل إلى الجسم مع كل وجبة تحتوي على منتجات حيوانية غير عضوية. ومع تراكمها في الأنسجة الدهنية والكبد وغيرها، يمكن أن يسهم ذلك في خلل تدريجي في التوازن الهرموني، وخاصة هرموني الإستروجين والبروجستيرون. ويلقي ذلك بظلاله على الدورة الشهرية والحالة المزاجية والخصوبة.
أضرار الهرمونات في الطعام على صحة المرأة
تشير الدراسات إلى أن تناول الأطعمة التي تحتوي على هرمونات صناعية قد يسبب اضطرابات الدورة الشهرية وآلامها المتكررة. كما يؤدي ذلك إلى احتباس السوائل وتورم في الجسم والثديين بسبب التغيرات في مستويات الإستروجين. وتؤدي تقلبات هرمون الإستروجين إلى تقلبات مزاجية حادة وغير مستقرة. علاوة على ذلك، يزداد الخطر فيما يتعلق بالإصابة بسرطان الثدي والرحم والمبيض نتيجة ارتفاع هرمونات النمو.
الأطعمة والمركبات التي تخلّ بتوازن الهرمونات
تشمل الأطعمة التي تخلّ بتوازن الهرمونات اللحوم والدواجن غير العضوية، التي تحتوي على بقايا هرمونات النمو وترفع مستوى الإستروجين في الجسم. وتشير المصادر إلى أن المعلبات والبلاستيك تطلق مواد مثل BPA التي تحاكي الهرمونات الأنثوية وتؤثر في وظيفة المبايض والغدة الدرقية. كما أن المنتجات المعالجة للصويا تحتوي على مركبات فيتوأستروجين تشبه الإستروجين الطبيعي، ما قد يسبب خللاً إذا استهلكت بكثرة. ويرتبط ذلك أيضًا بتعرض الخضروات والفواكه للمبيدات، التي قد تعمل كمحفزات هرمونية صناعية تؤثر في الجهاز التناسلي والخصوبة على المدى الطويل.
كيف تحمين نفسك من خطر الهرمونات في الطعام
تُوصي باتخاذ إجراءات وقائية وتشمل اختيار اللحوم والدواجن العضوية من مصادر موثوقة وتجنب المنتجات غير العضوية قدر الإمكان. كما يُنصح بتقليل استخدام الأواني البلاستيكية، خاصة لتخزين الأطعمة الساخنة، لتقليل التعرّض للمواد الكيميائية. وينبغي غسل الخضروات والفواكه جيداً لإزالة بقايا المبيدات والحد من امتصاصها. ويُفضل الابتعاد عن الوجبات الجاهزة والمصنعة قدر الإمكان والاعتماد على خيارات طبيعية وغير معالجة.
أطعمة توازن الهرمونات طبيعياً
يرتكز التوازن الهرموني في النظام الغذائي على الخضروات الورقية الداكنة، التي تمد الجسم بمغذيات تدعم الاستجابة الهرمونية. تساهم بذور الكتان والشيا في تنظيم الهرمونات بفضل الألياف والدهون الصحية الموجودة فيها. كما تسهم المكسرات النيئة وزيت الزيتون والأفوكادو في دعم صحة الغدد والهرمونات نتيجة احتوائها على مغذيات دهنية صحية. يفضل إدراجها بانتظام ضمن وجبات متوازنة.
العلاقة بين النظام الغذائي وصحة الهرمونات الأنثوية
تعتبر التغذية الواعية خط الدفاع الأول لحماية توازن الهرمونات لدى المرأة. فالطعام لا يمنح الطاقة فحسب، بل يحدد أيضاً كيف يعمل الجسم وكيف تشعر المرأة وحتى مظهرها. لذلك لا تعتبر هذه المسألة رفاهية بل استثماراً في الصحة الأنثوية على المدى الطويل.


