توضح الدراسات الحديثة أن الطعام السريع يحفز مراكز المتعة في الدماغ كما يحصل عند تعاطي المخدرات، حيث تفرز الخلايا مادة الدوبامين فتمنح شعورًا فوريًا بالسعادة والراحة. ومع تكرار استهلاك هذه الأطعمة، تتغير كيمياء الدماغ وتقل حساسيته لمصادر المتعة الطبيعية مثل الأكل الصحي والأنشطة الاجتماعية، مما يجعل الإنسان يفقد لذة الحياة خارج الوجبة الجاهزة. وهو ما يفسر صعوبة التوقف عن طلب البرغر والبيتزا رغم إدراك مضارها.
وتؤكد الأبحاث أن الإفراط في الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحولة والسكر المضاف والملح يزيد مخاطر زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الإنسولين، وهي عوامل تقود إلى أمراض القلب والسكري. كما تشير النتائج إلى وجود ارتباط بين الإفراط في هذه الأطعمة وارتفاع معدلات الاكتئاب، لأن نقص العناصر الغذائية الأساسية يضعف إنتاج هرمونات السعادة. ويؤثر ذلك بشكل خاص على الأطفال والمراهقين، حيث تتشكل عادة غذائية مدمّرة منذ الصغر وتؤثر في التركيز والمزاج وتزيد من احتمالية السمنة المبكرة. ويقترح المتخصصون أن الحل ليس الحرمان بل الوعي وإعادة التوازن، فيمكن الاستمتاع بوجبة سريعة أحيانًا ولكن دون تحويلها إلى عادة يومية، مع إعادة تعريف المتعة في الأكل لتكون من أطعمة مغذية تمنح الجسم الطاقة وتغذي الروح.


