مخاطر الرجيمات السريعة
ينتشر الحديث عن أنظمة الرجيم السريعة عبر الإنترنت ووسائل التواصل، وتُروّج بخسارة وزن كبيرة في فترة زمنية قصيرة مثل خسارة 5 كيلوغرامات في أسبوع. إلا أن هذه الوعود تخفي حقائق صادمة، إذ لا تفقد الكثير من الوزن سوى الماء والعضلات في البداية. ومع استمرار الحرمان، يدخل الجسم في وضع التوفير ويقل معدل الحرق للحفاظ على الطاقة، ما يؤدي إلى ثبات الوزن رغم قلة الأكل. كما أن تناول وجبة عادية بعد انتهاء الرجيم يفعّل استعادة الوزن بسرعة مضاعفة، وهو ما يعرف بظاهرة اليويو دايت.
رجيمات الحرمان وتأثيرها
تُعتمد أنظمة غذائية صارمة تقضي بتقليل السعرات أو حصر الطعام في فئة واحدة مثل التفاح أو الشوربة، فتفقد الجسم الماء والعضلات بدلاً من الدهون. وتؤدي هذه الحمية إلى انخفاض سريع في الوزن في البداية، لكن المعدّل الحركي للجسم ينخفض مع مرور الوقت ليوازن الطاقة، فتثبيت الوزن يصعب تجاوزه. وعندما يعود الإنسان لتناول طعامه الطبيعي، يعود الوزن بسرعة وبشكل قد يفوق ما خسره في الأصل، مما يجعل الفشل يتكرر.
الديتوكس والجرعات الخادعة
تنتشر وصفات العصائر الديتوكس التي تعد بتنظيف الجسم من السموم خلال أيام، لكن العلم يقول إن الكبد والكليتين يقومان بهذه المهمة بمفردهما. الاعتماد على العصائر وحدها يؤدي إلى نقص البروتين والمعادن، ما يضعف العضلات ويؤثر على المناعة ويدفع إلى دوار وإرهاق وانخفاض في ضغط الدم. الديتوكس ليس نظام صحة طويل الأمد بل أداة تسويق توهم النتائج السريعة وتختفي آثارها مع مرور الوقت.
الأنظمة منخفضة الكربوهيدرات
تعمل أنظمة مثل الكيتو والاتكنز على تقليل الكربوهيدرات بشكل كبير وإجبار الجسم على حرق الدهون كمصدر رئيسي للطاقة. ورغم أنها قد تحقق نتائج مؤقتة، فإن الحرمان من الكربوهيدرات قد يسبب صداعًا، دوارًا، رائحة فم كريهة، تعبًا مستمرًا، وإمساكًا ونقصًا في الألياف والفيتامينات. كما أن استهلاك كميات كبيرة من الدهون الحيوانية قد يزيد من مخاطر أمراض القلب والكوليسترول على المدى الطويل.
المكملات والمشروبات التي تدّعي التخسيس
يُروَّج لبعض المنتجات التي تعد بخسارة سريعة من دون جهد، لكنها غالباً ما تحتوي على منشطات وكافيين بنسب عالية وتسبب اضطرابًا في ضربات القلب وقلقًا وأحيانًا تلفًا في الكبد. هذه المنتجات تعتمد على مزاعم سحرية وليست بديلاً عن نظام غذائي متوازن ومعتدل. أي منتج يعدك بخسارة وزن دون جهد حقيقي أو بدون حمية متوازنة يخدعك ويستغل رغبتك في التغيير السريع.
النهج الصحيح والآمن لفقدان الوزن
تُعزّى الرشاقة إلى الاستمرارية والاعتدال وليس الجوع، لذلك يعتمد الطريق الصحيح على نمط غذائي متوازن. تشمل الاستراتيجيات وجبات صغيرة ومنتظمة غنية بالبروتين والخضروات، وشرب الماء بوفرة، وممارسة نشاط بدني منتظم، ونوم كافٍ يحافظ على توازن الهرمونات. كما يجب استشارة أخصائي تغذية قبل تجربة أي نظام جديد، فلكل جسم خصوصيته وما يناسب شخصًا قد يضر آخرين.


