كشفت دراسة حديثة أن ارتباطًا ثابتًا يظهر بين استهلاك المشروبات السكرية وخطر الإصابة بالاكتئاب، خصوصًا بين النساء. شملت الدراسة 932 بالغًا، من بينهم 405 أشخاص مُشخصين باضطراب الاكتئاب الشديد و527 شخصًا سليمًا. وجدت الدراسة أن النساء اللاتي يشربن المشروبات المحلاة بانتظام كن أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 17% مع مرور الوقت. نشرت نتائج الدراسة في أكتوبر 2025، وجرى تحليل البيانات لتقييم الفروق بين الجنسين وآثار الاستهلاك المستمر للمشروبات المحلاة.
ووجدت النتائج أن الاختلافات في الاستجابة بين النساء والرجال قد تكون مرتبطة بتغيرات في بكتيريا الأمعاء والتهابات ووظائف الدماغ، ما يوحي بأن ما نشربه يمكن أن يؤثر في المزاج والتوازن العاطفي. وأشارت الدراسة إلى أن النساء اللاتي يستهلكن المشروبات السكرية بانتظام يكن أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 17% مع مرور الوقت. كما رُبطت الارتباطات بتزايد مستويات بكتيريا محددة في الأمعاء لدى النساء. وقد يشير ذلك إلى وجود آليات فسيولوجية تتفاعل مع العوامل الهرمونية والصحية الأخرى.
نتائج الدراسة وتفسيراتها
توضح الأدلة أن تغيّرات ميكروبيوم الأمعاء قد تشكل جزءًا من آلية التأثير على المزاج، إذ يمكن لتوازن الجراثيم أن يغيّر الالتهابات ونقل الإشارات إلى الدماغ. وتبيّن أن الاختلال في الميكروبيوم قد يؤدي إلى تغيّرات في إنتاج النواقل العصبية الأساسية وزيادة التوتر العصبي. كما أن الالتهابات الناتجة عن هذا الخلل قد ترتبط بتقلبات في الدماغ وتفاعلها مع الهرمونات، ما يدعم فكرة وجود صلة بين الاستهلاك المستمر للمشروبات السكرية والصحة النفسية.
آليات التأثير على الأمعاء والدماغ
تشير المعطيات إلى أن المشروبات الغازية السكرية لا تساهم فقط في السعرات الحرارية بل قد تحتوي محليات صناعية ومواد حافظة تغير ميكروبيوم الأمعاء. ويمكن لهذا التغير أن يؤثر في إنتاج النواقل العصبية الضرورية للحالة المزاجية وتوازن الدماغ. كما قد يتسبب خلل الميكروبيوم في زيادة الالتهابات وتغيرات في وظائف الدماغ المرتبطة بالمزاج.
نصائح عملية للحد من المخاطر
ابدأ بتقليل استهلاكك للمشروبات الغازية والسكرية واستبدلها بماء، أو مشروبات عشبية، أو مياه بنكهة طبيعية. اتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالفواكه والخضار والألياف لتدعم صحة الأمعاء والدماغ. ادعم ميكروبيوم الأمعاء بتناول البروبيوتيك والبريبايوتيك بحسب الحاجة وتوازن النظام الغذائي. مارس الرياضة بانتظام وأدِر التوتر بخيارات مثل اليقظة الذهنية أو الهوايات.


