أعلن الباحثون أن الشعور بالجوع لا يقتصر على المعدة فحسب، بل يؤثر في الدماغ والسلوك البشري مسببًا ظاهرة الجوع الغاضب. يتآكل سكر الدم عند عدم تناول الطعام لفترة لأنها لا تقدم الطاقة للدماغ. عندما لا يحصل الدماغ على طاقته، يطلق الجسم هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول للمساعدة في إنتاج الطاقة. ورغم أن هذه الهرمونات تزيد اليقظة والانتباه، فإنها في الوقت نفسه تزيد التوتر وتدفع إلى ردود أفعال متهورة.
آليات الدماغ أثناء الجوع
يزيد الدماغ في أوقات الجوع من إفراز مادة الببتيد العصبي Y التي تعزز الإحساس بالجوع. هذه المادة ترتبط كذلك بمشاعر القلق والعدوانية وتؤثر في القدرة على ضبط النفس والتركيز. وبناءً عليه يواجه كثير من الأشخاص نوبات توتر وضيق، ما يجعل الانفعالات أقرب إلى الانفجار. تشير مصادر مثل Verywell Mind إلى هذه التأثيرات كشرح لظاهرة الجوع الغاضب.
وفي دراسة أُجريت عام 2014 على أكثر من مئة زوج وزوجة، تبين أن انخفاض سكر الدم جعل المشاركين أكثر ميلاً لاتخاذ سلوك عدواني تجاه شركائهم. وتؤكد النتائج أن الجوع يمكن أن يضغط فعلاً على العلاقات الاجتماعية. وتُبرز هذه الدراسة أهمية استثمار أنماط غذائية منتظمة لتقليل التوتر اليومي والتأثير على سلوكيات العلاقات.
نصائح وممارسات للحد من الجوع الغاضب
يحذر اختصاصيو التغذية من تجاهل الوجبات وتأخيرها بشكل متكرر لأنها قد تسبب تقلبات مزاجية وتؤثر في القدرة على التركيز واتخاذ القرار. ينصح الخبراء بتنظيم مواعيد وجبات متوازنة تحتوي على البروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات بطيئة الهضم، مع زيادة الألياف وشرب الماء. كما يوصي الخبراء بتجنب الحلويات التي تُسبّب ارتفاعًا سريعًا في السكر يليه هبوط مفاجئ. وأكّد الأطباء أن التعامل مع الجوع الغاضب يشمل الوعي الذاتي وإدارة الانفعالات عبر فترات استراحة قصيرة والتنفس العميق والتواصل الواضح مع المحيطين.
ويخلص الباحثون إلى أن الجوع حالة مؤقتة يمكن السيطرة عليها، إذا اتبع الشخص نمطًا غذائيًا منتظمًا. وتؤكد النتائج أن الحفاظ على تغذية متوازنة يساهم في الاستقرار النفسي والعاطفي بجانب الصحة البدنية. كما تدل المعطيات على أن موازنة الغذاء يدعم قدرة الفرد على التفكير واتخاذ القرار بشكل أفضل في الحياة اليومية.


