تزخر محافظة قنا بآثار فرعونية وقبطية وإسلامية وتتميز بطبيعتها الخلابة التي تمتد على ضفاف نهر النيل، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة في صعيد مصر.
وتستقبل قنا زوارها من داخل الجمهورية وخارجها على مدار العام، حيث تجمع بين عبق التاريخ وقدسية المواقع الدينية القديمة، وفقًا لما ذكرته وزارة السياحة والآثار المصرية.
أهم المعابد والمناطق الأثرية الفرعونية
يقع معبد دندرة على بُعد ستة كيلومترات غرب مدينة قنا وستين كيلومترًا شمال الأقصر، وهو من المعابد القليلة التي حافظت على أغلب تفاصيلها المعمارية والنقوشية، وخصص لعبادة الإلهة حتحور، آلهة الحب والموسيقى والجمال عند المصريين القدماء. يتكوَّن مجمع دندرة من مبانٍ عدة، أبرزها المعبد الرئيسي ومعبد أصغر مكرس للإلهة إيزيس، إضافة إلى البحيرة المقدسة، وكان يُعرف قديمًا باسم لونِيت أو تانتيري، عاصمة الولاية السادسة في العصر القبلي.
تقع مدينة قوص جنوب شرق قنا بنحو ثلاثين كيلومترًا، وتضم معبدًا أقيم في العصر البطلمي فوق بقايا معبد فرعوني قديم، وكان مخصَّصًا لعبادة الإله ست إله مدينة أمبوس، ما يعكس الاستمرارية الدينية عبر العصور المختلفة.
تبعد منطقة آثار نجع حمادي نحو خمسِ وخمسين كيلومترًا شمال غرب قنا، وتضم مجموعة مواقع أثرية مميزة منها قصر الأمير يوسف كمال، دير الأنبا بلامون، قرية حمرة دوم، قناطر نجع حمادي ومغارة جبل الطارف.
معالم إسلامية عريقة
يُعد مسجد عبد الرحيم القناوي من أشهر المساجد في قنا، ويعود تاريخ إنشائه إلى النصف الأول من القرن العشرين. ويحمل اسم الشيخ عبد الرحيم القناوي، أحد أعلام التصوف الإسلامي، ويُمثّل مركزًا روحيًا يقصده الزوار من داخل المحافظة وخارجها. يتكون المسجد من صحن مربع يعلوه سقف بشخشيخة مميزة، ويحيط به أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة في الجهة الشرقية.
المسجد العمري بقوص هو واحد من أقدم المساجد في مصر، بناه طُلَائع بن رزيق الفاطمي أثناء ولايته على قوص. ويشتهر باحتوائه على منبر خشبي يعد من أقدم ثلاثة منابر في العالم الإسلامي، إلى جانب منبر دير سانت كاترين بسيناء، ومنبر مسجد حبرون بفلسطين. كما يضم الكرسي المصحف المصنوع من الخشب المحفور بتقنية الحشوات البارزة، التي انتشرت في أواخر العصر الفاطمي.
أقدم الأديرة القبطية في قنا
دير رئيس الملائكة ميخائيل بنقادة يقع على مسافة نحو كمَين من مدينة نقادة، وهو من أقدم الأديرة في المنطقة وتاريخه يعود إلى القرن الرابع الميلادي. يضم الدير كنِسَتين: الأولى باسم رئيس الملائكة ميخائيل وتحتوي على ثلاثة مذابح، والثانية باسم السيدة العذراء، وتحيط بالدير مقابر الأقباط من فترات زمنية مختلفة.
دير الصليب والأنبا شنودة يقع جنوب غرب نقادة، على مسافة نحو ثمانية كيلومترات، وهو الدير الوحيد في مصر المكرس للصليب المقدس، والثاني على مستوى العالم بعد كنيسة أورشليم في القدس. كان الدير يضم في السابق أربع كنائس، ثلاث منها اندثرت جزئيًا، وواحدة ما تزال قائمة باسم الأنبا شنودة، أحد أبرز القديسين في التاريخ القبطي.


