أوضح الدكتور عادل سلطان، استشاري الطب النفسي بقصر العيني، أن الخطر الحقيقي في علاقة الأطفال بالهواتف لا يبدأ من وقت الاستخدام بل من الطريقة التي يُقدَّم بها الجهاز للطفل أول مرة. فإذا عُدّ الجهاز كوسيلة تهدئة دائمة، يتحول إلى ملاذ نفسي يصعب التخلص منه. ويؤدي ذلك إلى الاعتماد على الإثارة اللحظية ويضعف الصبر والتركيز، كما يفاقم تقلب المزاج. ولذا يؤكد أن العمر نفسه ليس حاسمًا، بل يعتمد الأمر على النضج والتربية والبيئة المحيطة بالطفل.
العمر المناسب لاستخدام الهاتف
يؤكد الخبراء أنه لا يوجد عمر محدد يؤهل الطفل لاستخدام الهاتف بأمان، فالأمر يعتمد على النضج والبيئة والتربية. يبرز أن بعض الأطفال في العاشرة من العمر قد يكونون أكثر ضبطًا من الآخرين في الخامسة عشرة. ينبغي أن يطرح السؤال عمّا إذا كان الطفل قد نضج لاستخدامه دون أن يدمنه.
تكون البداية المثالية عبر استخدام الهاتف بشكل جماعي في الأسرة، مع وضع قواعد تعزز المراقبة والتوجيه. ثم تزداد الحرية تدريجيًا وفق التزام الطفل وحدوده. ويقيّم الأهل مدى نضج الطفل وقدرته على التحكم في العواطف قبل رفع الحدود.
كيف يتعامل الأهل مع الطفل المدمن للشاشات؟
يؤكد الدكتور سلطان أن انفعال الطفل عند منعه من الهاتف لا يبرر العنف أو الصرامة. يتسبب الإدمان في أن يصبح الهاتف ملاذاً نفسيًا يملأ فراغه، لذا فإن الحرمان المفاجئ يخلق قلقًا داخليًا. وينصح الأهل بخلق بيئة داعمة وتجنب الردود العنيفة، كما يشركون الطفل في وضع قواعد تعزّز المشاركة والمسؤولية.
ينبغي أن يبتكر الأهل بدائل وآليات دعم خارج الشاشة. نقترح مراقبة استخدام الأجهزة عندما لا يكون الأهل موجودين وتخصيص أوقات للنزهة والأنشطة العائلية. تؤدي المشاركة الجماعية وتوفير بيئة حقيقية إلى استعادة توازن الطفل تدريجيًا.
خطوات علاجية واقعية داخل البيت
تطرح خطوات عملية داخل البيت للتعامل مع الإدمان الرقمي دون العنف. وتشمل الحديث الهادئ عن الأضرار وتخفيف الوقت تدريجيًا بنحو 15 دقيقة إلى 30 دقيقة يوميًا مع توفير أنشطة بديلة. وتُحدد مواعيد للخروج والدراسة والنوم وخلو الأجهزة تمامًا عنها. وتتشجع الأهل على إشراك الطفل في وضع القواعد والشعور بالمسؤولية.
تؤكد أن عدم استعمال الهواتف أمام الطفل وإغلاق الأصوات في المنزل يعزز الهدوء ويساعد على التركيز. يجب مراقبة استخدام الأجهزة أثناء وجود الأهل وتوفير أنشطة واقعية كاللعب في الهواء والمشاركة العائلية. تهدف هذه الخطة إلى إعادة إحساس السيطرة على اليوم وتوفير تواصل حقيقي مع الأسرة بعيدًا عن الشاشات.


