تُبرز دراسة حديثة أن جمبري السرعوف الطاووسي (Odontodactylus scyllarus) يوجّه لكمة قوية تفوق قوة قشرته وتتمكن من كسر زجاج أحواض السمك. يستخدم الجمبري هراوات تشبه المطرقة لتوجيه الضربة وتدمير قشور فريسته أثناء اندفاعه. وتثير الضربة أسئلة حول كيفية تحمّله لموجات الصدمة الناتجة عنها.
آليات الحماية في الهراوات
فحصت الدراسة التي نُشرت في مجلة ساينس بنية هراوات الجمبري باستخدام تقنيات ليزرية متقدمة. كشفت النتائج عن منطقتين رئيسيتين تعملان معًا للحد من الضرر خلال الضربات المتعددة: منطقة التأثير ومنطقة دورية. تعمل هاتان المنطقتان على امتصاص الصدمات وتوجيه الإجهاد بعيدًا عن الأنسجة الرخوة.
تتكون منطقة الاصطدام من طبقة ألياف كيتين مرتبة بنمط متعرج يعزز قوة الضرب ضد الكسور. تقع أسفل هذه الطبقة منطقة دورية مصممة من تراكيب ملتوية من ألياف الكيتين متعددة الطبقات، وهي بنية تشبه الحلزونات توجد في قشور الأسماك وهياكل الكركند لتوفير القوة ومقاومة التمزق. أشارت النتائج إلى أن هذه الهياكل تعمل كممتصات للصدمات عبر آليات صوتية ترشّد موجات الإجهاد بشكل انتقائي.
وتشير أبحاث سابقة إلى أن سرعة اندفاع الجمبري تبلغ نحو 23 مترًا في الثانية، وفق دراسة أُجريت عام 2004، وهي أسرع بخمسين مرة من غمزة العين. وتساعد هذه السرعة العالية في توجيه ضربة قوية لكنها تولد موجات صدمية كبيرة. استخدمت الدراسة الحديثة تقنيات ليزر لتحديد كيفية انتقال الأطوال الموجية عبر هراواته وتقييم الاستجابة الميكانيكية.
يمكن الاستفادة من نتائج هذه الدراسة في تطوير مواد ترشيح صوتي وممتصات للصدمات للمعدات الواقية، وكذلك ابتكار أساليب جديدة للحد من الإصابات الناتجة عن الانفجارات في ميادين الجيش والرياضات شديدة التأثير. وتُظهر النتائج إمكانات لتطبيق مبادئ بنية الهراوات في تصميم هياكل حماية متقدمة. يتوقع أن تسهم هذه الرؤية في تعزيز وسائل الوقاية وتقليل الخسائر البشرية في بيئات خطرة.


