شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن فعاليات احتفالية “وطن السلام”، عرض فيلم تسجيلي بعنوان “مصر.. طريق العودة” يسلط الضوء على قصص وتجارب عدد من الأشقاء الفلسطينيين الذين وصلوا إلى مصر للعلاج هرباً من ويلات الحرب في قطاع غزة. جسد الفيلم بصدق مشاعر الألم والأمل التي يعيشها هؤلاء الأبطال، حيث قدم شهادات حية ومؤثرة عن فقدانهم لمنازلهم وعائلاتهم، وفي الوقت ذاته، امتنانهم العميق لمصر التي فتحت ذراعها لاستقبالهم وتقديم كل سبل الرعاية والدعم. عبرت الشهادات عن المعاناة القاسية التي عاشها أهل غزة، فذكر عمر الحساينة الذي وصل إلى مصر في 15 ديسمبر: “غزة أرضك وحياتك وبيتك… غزة كل حاجة”، ووصف الهجمة على القطاع بأنها كانت تهدف إلى “تهجير السكان جميعاً”. كما أبرزت الوقائع كيف تحول العلاج في مصر إلى أمل يربط الفلسطينيين بمصر عبر روابط تاريخية مشتركة.
شهادات مؤثرة
وقفت السيدة كريمة صبحي أمام الكاميرا وتروي وصولها للعلاج من سرطان وتقول: “أنا ما كنتش متوقعة ولا واحد في المية إني بدي أطلع مصر.. أول ما حطيت رجلي على مصر والعريش والمعبر، تفاءلت أنا… حسيت طلعت من النار خشيت الجنة”.
روى الفيلم أيضاً قصة السيدة رانيا جلال (أم عاهد) التي لم يكن ابنها ظاهراً أنه على قيد الحياة حتى تبين أنه لا يزال حيّاً بفضل العناية الإلهية، رغم وضعه في الثلاجات في وقت ظنوا أنه استشهد.
وتروي الطفلة ريـتاج جحا أنها فقدت ساقيها وعائلتها وتحدثت عن يومين ظلتا تحت الركام لكنها وجدت في مصر الحب والاحتواء الذي جعلها تقول إن وصولها هو “أحلى يوم في حياتي” وتوجهت برسالة إلى الرئيس السيسي بأن: “أنا نفسي أشوفك”.
أمان وآمال العودة
أجمع الفلسطينيون الذين ظهروا في الفيلم على أنهم وجدوا في مصر الأمان الذي فقدوه؛ قال عمر الحساينة: “لما دخلت مصر أولاً أبحث عن الأمان، فأنا وجدت في مصر الأمان”، مؤكدين الروابط التاريخية العميقة بين الشعبين.
وأشاروا إلى أمل العودة وإعادة الإعمار بمجهودهم ومجهود الشعب المصري معاً، فقال السيد عبد موسى: “إن شاء الله عندي أمل حتتعمر بمجهودنا ومجهود الشعب المصري معانا كمان”، وأضافت زوجته: “إن شاء الله بنرجع… إن شاء الله يا رب قريب”.


