تعلن هذه النشرة عن أبرز الدراسات والإبتكارات الطبية خلال شهر أكتوبر الجاري، وتحدد من أعلن وماذا أعلن ومتى وأين. تشير النتائج إلى إمكانات واعدة في العلاج والوقاية من أمراض مزمنة ومعدية، بما في ذلك السرطان والأمراض المناعية والوراثية. وفيما يلي أبرز الابتكارات والدلالات العلمية التي ظهرت خلال الشهر.
ابتكار كلى تزرع لأى مريض بغض النظر عن فصيلة الدم
أعلن فريق من العلماء الأميركيين في 4 أكتوبر 2025 عن تطوير كلية عالمية قابلة للزرع لأي مريض بغض النظر عن فصيلة الدم. وتُعد هذه الخطوة ثورة في مجال زراعة الأعضاء وتُتوقع أن تسهم في تقليل النقص الحاد في الأعضاء وتحسين فرص الحياة للمرضى. كما يتوقع أن يخفف هذا الإنجاز بشكل ملحوظ من قوائم الانتظار والتعقيدات المرتبطة بالتوافق بين فصائل الدم.
يعزز الإعلان آفاق جديدة في إجراءات الزرع وتوفير أعضاء بشكل أوسع للمرضى المحتاجين إلى زرع كلية. وتُعتبر هذه التقنية خطوة استثنائية في الطب التجديدي وتفتح أفقاً لإجراء تغييرات جذرية في كيفية تلبية الاحتياجات الحيوية للمرضى.
علاج مركب يخفض خطر الوفاة بسرطان البروستاتا المتقدم
أعلن فريق من الباحثين عن مركب دوائي يخفض وفيات سرطان البروستاتا المتقدم بنحو 40 في المئة عند إضافته إلى العلاج الهرموني المستخدم عادةً في هذه الحالات. وتُظهر البيانات أن هذا المركب يعزز فعالية العلاج المدمج مع العلاج الهرموني لدى المرضى. وتُشير النتائج إلى انخفاض الوفيات بين المرضى الذين يعانون من سرطان البروستاتا المتكرر بعد الجراحة أو الإشعاع والذين لم تعد العلاجات الأخرى خياراً لهم.
تُعد هذه النتائج خطوة مهمة نحو تعزيز سبل العلاج المتاحة وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة في فئة من المرضى الذين يعانون من تحديات علاجية كبيرة. كما يُنتظر أن تسهم هذه الاستراتيجية في توسيع خيارات العلاج وتوجيه البحث نحو مزيد من التطبيقات السريرية المستقبلية.
لقاح جديد ضد فيروس الإيدز مارس 2026
تعلن وزارة الصحة في جنوب إفريقيا عن خطة لإطلاق لقاح وقائي جديد ضد فيروس نقص المناعة البشرية في مارس 2026. يُشار إلى أن اللقاح المعروف باسم ليناكابافير هو دواء قابل للحقن بفعالية طويلة الأمد، يوفر حماية تصل إلى ستة أشهر لكل جرعة، ما يجعل منه خياراً وقائياً مبتكراً وسهل الاستخدام مقارنة بالعلاجات اليومية. وتُعد هذه الخطوة جزءاً من الجهود الوطنية للقضاء على الوباء وتقليص الإصابات الجديدة.
أفادت تقارير إعلامية أن اللقاح يتيح خياراً وقائياً عملياً وطويل المدى، وهو ما قد يعزز برامج التطعيم الوطنية ويدعم الجهود الإقليمية في مكافحة فيروس الإيدز. كما توضح هذه الخطوة أهمية الابتكارات الدوائية طويلة الأمد في تحسين الوصول إلى الوقاية وتقليل العبء الصحي.
دراسة تؤكد أن المصابين بفرط الحركة أكثر إبداعاً
أعلنت نتائج دراسة أجراها باحثون في جامعة رادبود الهولندية أن المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) يظهرون مستوى أعلى من الإبداع مقارنة بغيرهم. وتوضح الدراسة أن شرود الذهن يسمح بتجول الأفكار وتوليد حلول جديدة، وهو ما يسهم في تعزيز الإبداع لدى هذه الفئة. وتؤكد النتائج أن وجود تفكير متجول يمكن أن يفتح آفاق ابتكار واسعة لدى المصابين بالاضطراب.
تُبرز النتائج علاقة غير مألوفة بين الاضطراب والإبداع، وتدفع إلى إعادة تقييم كيفية دعم هذه الفئة في مجالات الابتكار والتعلم. كما تشدد الدراسة على أهمية فهم أنماط التفكير المختلفة كجزء من تنمية القدرات البشرية بشكل أشمل.
اختبار دم يكشف 50 نوعاً من السرطان
تعلن دراسة حديثة عن اختبار دم مبتكر قادر على الكشف عن أكثر من 50 نوعاً من السرطان وتحديد العضو المصاب بدقة عالية. جرى ذلك في إطار تجربة Pathfinder 2 التي شملت أكثر من 23 ألف شخص من الولايات المتحدة وكندا لمدة عام على الأقل دون ظهور أعراض مرضية. وتُرى النتائج كخطوة ثورية في التشخيص المبكر وتحديد المسارات العلاجية المحتملة.
وتتوقع الدراسة أن يغير هذا الاختبار مستقبل مكافحة السرطان على مستوى العالم من خلال تمكين الكشف المبكر وتحسين اختيار العلاجات المناسبة وفق موقع Pathfinder 2. كما تسهم النتائج في تعزيز فهم آليات تشخيص الأورام من خلال فحوص الدم الحيوية الشاملة.
علاج جيني يعيد وظائف المناعة للأطفال ADA-SCID
أعلنت دراسة منشورة في مجلة نيوإنجلند الطبية عن نجاح علاج جيني تجريبي في استعادة وظائف الجهاز المناعي لدى أطفال مصابين باضطراب وراثي نادر يعرف بنقص الأدينوزين دي أميناز (ADA-SCID). يهدف العلاج إلى تصحيح الخلل الجيني المعني وتعزيز قدرة المناعة لدى هؤلاء الأطفال. وتُعد النتائج خطوة مهمة في تطبيقات العلاجات الجينية للاضطرابات المناعية الشديدة لدى الأطفال.
يتوقع أن تفتح هذه النتائج باباً أمام تطبيقات أوسع للعلاج الجيني في أمراض نقص المناعة الوراثية وتوفير علاجات مستهدفة وآمنة لفئة كبيرة من المرضى في المستقبل القريب.
آلية فحص تكشف الخلايا السرطانية في 10 دقائق
أعلن باحثون في كلية فيتربي للهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا عن ابتكار خوارزمية ذكاء اصطناعي تكشف وجود خلايا سرطان قليلة بين ملايين خلايا الدم خلال 10 دقائق فقط. وتساعد هذه الآلية في الكشف المبكر عن السرطان وتحديد ما إذا كان قد عاد أو تقدير احتمالات العلاجات المحتملة، وذلك في إطار زمن قياسي مقارنة بالتقنيات التقليدية. وتؤكد النتائج انخفاض الوقت اللازم لإجراء الفحص بشكل كبير.
ترسم هذه التطورات مساراً جديداً في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب الحيوي وتسهيل اتخاذ قرارات علاجية أسرع وأكثر دقة. كما تشدد على القيمة العلاجية المحتملة لهذا النهج في رصد واستشعار الخلايا السرطانية حتى قبل تطورها إلى أورام كاملة.
شكل جديد نادر من السكري يصيب الأطفال حديثي الولادة
أعلن علماء عن اكتشاف جين مسؤول عن شكل جديد من مرض السكري يظهر لدى الأطفال حديثي الولادة. يعكس الشكل الغامض اضطراباً شديداً في إنتاج الأنسولين يرتبط بانعكاس في وظيفة خلايا بيتا بالبنكرياس. وتبين أن الطفرات في جين TMEM167A تفسد إنتاج الأنسولين وقد تؤدي إلى تدمير هذه الخلايا الأساسية.
وتشكل هذه النتائج خطوة مهمة في فهم أنواع السكري النادرة لدى الرضع وتوفير مسارات علاجية مستقبلية تستهدف السبب الجيني خلف النمط الجديد من المرض. وتؤكد الدراسة أهمية البحث الجيني في كشف أشكال غامضة من الاضطرابات الاستقلابية عند الأطفال.
قرنية شفافة لمساعدة الرؤية
يسعى فريق من باحثي معهد إمبا للواجهات الحيوية في مدينة سانت جالن السويسرية لتطوير غرسة قرنية شفافة قابلة للزرع ومتوافقة حيوياً مع المريض، ويتم إنتاجها باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وتواجه القرنية التالفة ملايين المرضى حول العالم، ويسعى المشروع لإصلاح العيوب بشكل دائم وبمقدور التطبيق السريري المستمر. وتلقى المشروع دعماً من جهة مانحة موجهة مما يعزز إمكانية تطبيقه في الميدان السريري مستقبلاً.
تُمثل هذه الخطوة تقدماً مهماً في توفير حلول بصرية دائمة لضعاف النظر، وتفتح الباب أمام تطبيق تقنيات الطباعة الحيوية في عمليات زرع وعتاد طبي متقدم.
علاج مركب جديد للقضاء على سرطان الغدد اللمفاوية المقاوم
توصل فريق بحثي صيني إلى علاج مركب جديد أظهر نتائج واعدة في علاج سرطان الغدد اللمفاوية المقاوم للعلاج (R/R NKTL). يدمج العلاج فوق الجيني مع جسم مضاد PD-1 لتعزيز استجابة الجهاز المناعي ضد الخلايا السرطانية، وتبرز النتائج أن هذا الدمج قد يوفر خياراً فعالاً في المرضى الذين لا تستجيب لهم العلاجات التقليدية. وتناولت نتائج البحث في مجلة Cancer Discovery إشارات مهمة إلى قابلية التطبيق في سياقات سرطانية محدودة المقاومة للعلاج.
يعكس هذا التوجه التقدم في الجمع بين تقنيات العلاج الجيني والأنظمة المناعية لتمكين استهداف أقوى للخلايا السرطانية وتوفير بدائل جديدة للمرضى الذين يعانون من أمراض نادرة وشديدة المقاومة.
ابتكار يساعد في عمليات زرع النخاع.. إنتاج خلايا دم عبر أجنة صناعية
أعلن معهد جوردون في جامعة كامبردج عن ابتكار في مجال الطب التجديدي يعتمد على إنتاج هياكل تشبه الأجنة في المختبر لإنتاج خلايا دم بشرية. يهدف النهج إلى تمكين استخدام خلايا المريض لإصلاح الأنسجة التالفة وربما في يوم ما إنتاج نخاع عظمي من خلاياه الخاصة. وتُشير نتائج الدراسة إلى إمكان إنشاء نماذج جنينية من الخلايا الجذعية دون الحاجة إلى بويضات أو حيوانات منوية لاستكشاف المراحل الأولى من النمو البشري.
يُنتظر أن يفتح هذا الابتكار باباً أمام علاجات مستقبلية للمرضى الذين يحتاجون إلى زراعة نخاع عظمي باستخدام خلاياهم الخاصة، وهو واحد من أحدث التطورات في مسار الطب التجديدي.
جل قابل للحقن يعالج فقدان الصوت
أعلنت جامعة ماكجيل الكندية عن تصميم جل قابل للحقن يعالج فقدان الصوت الناتج عن ندبات الأحبال الصوتية. وتظهر النتائج الأولية فاعلية عالية في تقليل الحاجة إلى عمليات جراحية متكررة مقارنة بالعلاجات الحالية بالحقن. ويُتوقع أن يوفر العلاج الجديد حلاً طويل الأمد يحافظ على بنية الأنسجة الحساسة ويقلل مخاطر المضاعفات المرتبطة بالعمليات المتكررة.
تعزز هذه التطورات إمكانات إعادة النطق لدى الأشخاص المصابين بفقدان الصوت وتفتح آفاق علاجية جديدة مقارنة بالخيارات المتاحة حالياً.
لقاح يمنع السرطان قبل أن يبدأ
طور باحثون في جامعة ماساتشوستس أمهرست لقاحاً خارقاً يمنع تكون السرطان لدى فئران التجارب. يدعم اللقاح قدرة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها قبل تكون الأورام، وهو ما يمثل خطوة أولية نحو الوقاية من السرطان قبل بدايته في حالات حية. وتأتي النتائج في سياق سلسلة تجارب تؤكد إمكانية الوقاية من السرطان عبر تحفيز المناعة بشكل استباقي.
تفتح هذه النتائج آفاق جديدة في مستقبل الوقاية من السرطان بإجراءات مناعية موجهة، وتُعد خطوة مهمة نحو تواصل العلوم الطبية مع تطبيقات وقائية أكثر فاعلية في البشر في المستقبل القريب.
المشروبات الغازية وخطر الاكتئاب لدى النساء
أظهرت دراسة ألمانية وجود صلة واضحة بين استهلاك المشروبات الغازية والصحة العقلية لدى النساء. وبيّنت الدراسة أن الاستهلاك حتى بمعدلات معتدلة يمكن أن يغير ميكروبات الأمعاء ويرفع خطر الإصابة بالاكتئاب. وتربط النتائج بين استهلاك المشروبات الغازية والسمنة ومرض السكري بسبب احتوائها على سكريات بسيطة وسعرات فارغة.
تؤكد النتائج أن العادات الغذائية اليومية قد تلعب دوراً مهماً في الصحة النفسية وتدعو إلى مراجعة أنماط الاستهلاك والسعي إلى خيارات أكثر توازناً لدعم الصحة العامة. كما تُبرز أهمية إجراء أبحاث إضافية لفهم الآليات الدقيقة التي تربط النظام الغذائي بالصحة العقلية لدى النساء.


