تكشف الدراسات المتعلقة بتزايد متوسط العمر عن ارتفاع متوقع في معدلات مرض باركنسون مع التقدم في السن. وهذه الزيادة ترتبط بتغيرات في الجهاز العصبي وتراجع الوظائف الحركية مع مرور الوقت. ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين إلى نحو 25 مليون شخص بحلول عام 2050، ما يعزز الحاجة إلى تبني أساليب وقاية فعالة.
يؤثر هذا الاضطراب في القدرات الحركية ووظائف الدماغ، وعادة ما يصاحبه تصلب في العضلات وهزّات وتباطؤ في الحركة إضافة إلى مشكلات في التوازن. كما يلاحظ وجود تغيرات في المزاج وتدهور إدراكي واضطرابات نوم مع تقدم الحالة. وتبرز أهمية فهم العوامل التي قد تسهم في التطور، خاصة مع ارتفاع معدلات العمر في المجتمعات.
تزايد المرض مع العمر
تؤكد البيانات أن ارتفاع العمر يزيد من فرص الإصابة بسبب تغيّر الخلايا العصبية وتراجع وظائفها مع مرور السنوات. وبالتالي تصبح الوقاية أكثر أهمية وتستلزم اعتماد نمط حياة صحي يدعم الدماغ. وتبرز الحاجة إلى تعزيز النشاط البدني والتغذية الجيدة كإجراءات ملموسة للمحافظة على الصحة العصبية.
تؤثر العوامل التي تزداد مع التقدم في العمر مثل التعرض للسموم البيئية وتغيرات النوم والتوتر المزمن في المخ وتزيد الخطر. رغم صعوبة تجنّب جميع السموم، يمكن تقليل المخاطر بالاختيار الواعي للمنتجات العضوية عندما أمكن، وارتداء معدات الوقاية عند التعامل مع المواد الكيميائية، وشرب الماء المصفّى. كما يلعب النوم الجيد دورًا حاسمًا في إزالة الفضلات من الدماغ خلال النوم العميق، فيما قد يؤدي الحرمان منه إلى تفاقم المشاكل العصبية. وإلى جانب ذلك، تُظهر الاستجابة للضغوط والتوتر من خلال تقنيات اليقظة والتنفس العميق فاعلية في حماية صحة الدماغ.
عادات رئيسية للوقاية
تُمثل ممارسة التمارين البدنية المنتظمة من أقوى عوامل الوقاية من مرض باركنسون. وتشير الدراسات إلى أن التمارين الهوائية تقوّي الخلايا العصبية وتحافظ على الاتصالات العصبية، كما تساهم في تقليل المخاطر بنحو 50%. وينصح بمزاولة نشاط متوسط إلى عالي الكثافة لمدة 30 دقيقة يوميًا على الأقل، مثل المشي أو ركوب الدراجات.
ينصح باتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة وبروتينات نباتية وأوميغا 3 مع تقليل الأطعمة المصنعة. ويرتبط النظامان الغذائيان المتوسطي وMIND بانخفاض مخاطر مرض باركنسون، خاصة عند إدخال فواكه مثل العنب والفراولة وخضروات ورقية وزيت الزيتون والحبوب الكاملة. كما يعزز الانخراط الذهني والاجتماعي وتعلم مهارة جديدة من احتياطي معرفي يحمي الدماغ من التدهور. وتقلل الإرشادات من التدخين والكحول لأنها ترتبط بمخاطر أعلى للمرض.


