توضح المراجعات التاريخية أن القمر لم يعد مكانًا هادئًا كما يبدو من بعيد. في عام 1959 امتلأ سطح القمر بمخلفات ومقتنيات ومفاجآت تعكس مزيجًا من التجارب الإنسانية وأسرار القمر نفسه. ومن بين هذه الآثار أمثلة من العصر الأول للبعثات، مثل صورة عائلية من مهمة أبولو 16، إضافة إلى ريشة صقر ومطرقة، وقطعة من الحمم الأرضية. وهذه العينات تمثل شواهد تاريخية على مسار البشر نحو القمر وتبرز التلاقي بين العلم والإنسانية.

مقتنيات وآثار على سطح القمر

خلال مهمة أبولو 16 في عام 1972 أخذ رائد الفضاء تشارلز ديوك صورة لعائلته ووضعها في عبوة بلاستيكية كذكرى. كتب تعليقًا يوضح أنها لعائلة رواد الفضاء من الأرض وقد هبطت على سطح القمر في أبريل 1972. وفي مشهد علمي، أسقط رائد الفضاء ديف سكوت ريشة صقر ومطرقة معًا على سطح القمر لتبيان أن الأجسام تسقط بنفس السرعة في غياب الهواء. كما حملت مهمة أبولو 15 رائد الفضاء جيمس إيروين قطعة من الحمم البركانية من الأرض كهدية لصديق من ولاية أوريغون وبقيت القطعة على سطح القمر كذكرى دائمة.

كتلة معدنية ونفايات

وفي عام 2019 كشفت بيانات أقمار صناعية عن كتلة معدنية ضخمة مدفونة تحت سطح القمر داخل فوهة القطب الجنوبي أيتكين، وتقدر بحجم يعادل خمسة أضعاف جزيرة هاواي. ولا يزال أصلها لغزًا يثير تساؤلات العلماء حول تاريخ القمر وتكوينه. كما خلفت بعثات البشر 96 كيسًا من البول والبراز والقيء لتخفيف وزن المركبة عند العودة إلى الأرض، وتُعد هذه المخلفات موضوع بحث علمي في قدرة الميكروبات على الصمود في ظروف القمر القاسية. وتبرز هذه الأمثلة كدليل على أن آثار البشر في الفضاء تحمل جوانب إنسانية وعلمية معًا.

دفن خارج الأرض

عقب وفاته في 1997 أُرسل جزء من رماده إلى القمر عبر مهمة Lunar Prospector في 1998، ثم تحطم المركبة لاحقًا على سطح القمر. وبهذا أصبح يوجين شوميكر أول إنسان يدفن خارج كوكب الأرض وتظل هذه الحقيقة دليلاً على الروابط الإنسانية مع رحلات الفضاء. وتُظهر هذه الحادثة كيف يمكن للعلم أن يترك أثرًا شخصيًا يرسخ مكانة البشر في تاريخ الاستكشاف.

شاركها.
اترك تعليقاً