يواجه بعض الأشخاص شعورًا بملوحة في الفم دون سبب واضح مما يدفعهم للبحث عن الأسباب المحتملة. تتعدد الحالات المرتبطة بهذه الظاهرة وتختلف وفق العوامل المحيطة بالحالة الصحية والفسيولوجية للمريض. توضح المصادر الطبية أن جفاف الفم من أبرز العوامل التي تساهم في ظهور هذا الطعم، بالإضافة إلى عوامل أخرى تحتاج إلى فحص وتقييم دقيقين.

جفاف الفم كسبب رئيسي

تشير الدراسات إلى أن قلة إنتاج اللعاب ترفع احتمال الشعور بالملوحة في الفم. يزداد هذا الإحساس عند التدخين أو استخدام بعض الأدوية التي تقلل إفراز اللعاب. إلى جانب الملوحة، قد يلاحظ المصاب لزوجة في الفم ولعابًا سميكًا ورائحة فم كريهة وبحة صوت.

جفاف الجسم وتأثيره

يمكن أن يحدث الجفاف فجأة أو تدريجيًا نتيجة فقدان السوائل عقب الإسهال أو القيء، أو بسبب التعرّض لتمارين رياضية مكثفة. يؤدي قلة الماء والسوائل إلى تقليل ترطيب الفم وظهور طعم مالح. كما يمكن أن تتغير كثافة اللعاب ورائحته مع الجفاف.

نزيف الفم وتأثيره

يمكن أن يشير وجود طعم مالح في الفم إلى نزيف داخلي في الفم أسبابه متعددة. يرافق النزيف في بعض الحالات تناول أطعمة حارة أو غسل اللثة بقسوة أو تنظيفها بشكل مفرط. يؤدي النزف إلى تداخل الدم مع اللعاب ما يمنح الفم إحساسًا مالحًا أو معدنيًا.

الالتهابات وتأثيرها

تتسبب أنواع من الالتهابات مثل التهاب اللثة أو القلاع الفموي في نزف أو تغير في حاسة التذوق. قد يعزز وجود الالتهاب الشعور بطعم مالح أو طعم معدني في الفم. تتطلب هذه الحالات تقييمًا طبيًا واتباع علاج مناسب لتخفيف الأعراض.

التنقيط الأنفي الخلفي وتأثيره

يُعتقد أن التنقيط الأنفي الخلفي الناتج عن الالتهابات الجيوب الأنفية أو الحساسية يسبب تراكم مخاط يلتصق بمؤخرة الحلق. عند اختلاط المخاط باللعاب يتولد شعور بطعم مالح في الفم. عادةً ما تختفي المشكلة بتخفيف أعراض الحساسية والجيوب أو بعلاجها مع الراحة.

ارتجاع الحمض والارتجاع الصفراوي

يمكن أن تكون ملوحة الفم علامة على ارتجاع الحمض أو ارتجاع العصارة الصفراوية. قد تحدث الظاهرة معًا أو بصورة منفصلة حسب الحالة الصحية للمريض. يساعد التحكم في الطعام والدواء والعلاجات الموجهة في تقليل هذه الأعراض.

نقص العناصر الغذائية

قد يعاني البعض من ملوحة الفم أو طعم معدني عندما يعوز الجسم بعض العناصر الغذائية الأساسية. يعالج ذلك بتعويض النقص من الفيتامينات والمعادن وتعديل النظام الغذائي. كما أن التصحيح الغذائي يساعد في استعادة توازن اللعاب وتخفيف الشعور بالملوحة.

متلازمة شوغرن

تحدث متلازمة شوغرن عندما يهاجم الجهاز المناعي الغدد المسؤولة عن إنتاج الرطوبة في الجسم كالغدد اللعابية ودموع العين. ينتج عن ذلك جفاف الفم والعينين ويؤدي إلى شعور مستمر بالملوحة في الفم. يجب تقييم الحالات والبحث عن خيارات علاجية لإدارة الأعراض المصاحبة للجفاف.

أسباب أخرى محتملة

تشمل عوامل أخرى محتملة مشاكل عصبية وتغيرات هرمونية مثل انقطاع الطمث، وآثار جانبية لبعض الأدوية والعلاج الكيميائي. تتفاوت هذه العوامل في تأثيرها من شخص لآخر وتتطلب استشارة طبية لإجراء تقييم دقيق. يهدف العلاج إلى معالجة السبب الأساسي وتخفيف الأعراض المصاحبة لملوحة الفم.

شاركها.
اترك تعليقاً