يعلن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عن إصدار وثائقي قصير بعنوان ‘مُدرس الأمل.. إبراهيم الخولي أول مُعيد من أصحاب متلازمة داون في مصر’ ضمن سلسلة ‘قادرون’. يهدف الوثائقي إلى إبراز نماذج مصرية مضيئة تمثل مصدر إلهام لشباب الوطن من ذوي الهمم وتوثيق قيم الإرادة والإصرار على النجاح. يركز العمل على قصة إبراهيم الخولي وكيف تحوّلت صعوباته إلى مسارات إنجاز حقيقية في التعليم والعمل. يعرض المسار الإنساني الذي خاضه إبراهيم منذ طفولته وصولاً إلى منصب المعيد في كلية الإعلام بالمعهد الكندي العالي لتكنولوجيا الاعلام الحديث.

رحلة تعليمية ملهمة

تستعرض والدة إبراهيم، إيمان والي، تفاصيل الرحلة الإنسانية الطويلة التي خاضها ابنها منذ طفولته، وتؤكد أن محاولات دمجه في التعليم قوبلت بالرفض في ظل غياب الوسائل الداعمة آنذاك. لكنها آمنت بقدراته وساندته خطوة بخطوة حتى أصبح مثالاً حقيقيًا على أن الإصرار يصنع المستحيل. بدأ إبراهيم تعليمه بالمدرسة التي احتضنته وأسهمت في صقل شخصيته وتعزيز ثقته بنفسه، ثم التحق بكلية الإعلام بالمعهد الكندي العالي لتكنولوجيا الاعلام الحديث في عام 2015 وتخرج منها في 2019 وسط احتفاء زملائه وأساتذته الذين وصفوا لحظة التخرّج بأنها ‘مظاهرة حب’.

بعد التخرج، تقدم إبراهيم بطلب تعيين في الكلية واختبر كفاءته خلال تدريسه مادة ‘النقد المسرحي’ في المحاضرات الصيفية، فتم تعيينه رسميًا معيدًا في الأول من أكتوبر 2019. واصل مشواره العلمي بالحصول على درجة الماجستير في الإعلام وهو يطمح حاليًا لنيل الدكتوراه. وتؤكد هذه الخطوة التزام المؤسسة بتوفير فرص الدمج والتمكين أمام ذوي الهمم.

التعيين والإنجاز الأكاديمي

ويقدّر الدكتور ممدوح القاضي، رئيس مجلس إدارة مجموعة المعاهد الكندية (CIC)، مثابرة إبراهيم وإصراره على العمل، مؤكدًا أن تعيينه ليس مجرد قرار إداري بل اعتراف بموهبته وجهده وتوثيق لسياسة الدمج والتمكين التي تتبناها المؤسسات التعليمية في مصر. وتبرز تصريحات القائمين على المعهد قدرة الشاب على العطاء الأكاديمي والمهني كأثر إيجابي لسياسات الدمج. يؤكد الإعلاميون والمؤسسة أن هذه الخطوة تشكل سابقة وتوجيهًا للمؤسسات التعليمية في مصر.

وتؤكد الأوساط الأكاديمية إنجازاً غير مسبوق بتعيينه كأول معيد من ذوي متلازمة داون، وهو إنجاز يعكس نجاح الدولة في تعزيز الدمج وتمكين ذوي الهمم في المجتمع ومؤسساته التعليمية. ويُمثل هذا الإنجاز دليلًا حيًا على أن الإرادة تفتح أبواب جديدة أمام التفوق الأكاديمي. كما يبرز اهتمام الدولة بنماذج ملهمة تُسهم في تغيير الصورة النمطية لذوي الهمم.

مراحل المسيرة الأكاديمية والرسالة

يوثق الوثائقي لقطات من مسيرة إبراهيم منذ مراحل التعليم المبكرة وصولاً إلى مناقشة رسالته للماجستير حول ‘تقييم المعالجة الإعلامية لقضايا القادرون باختلاف – دراسة كيفية’. كما يذكر التكريم الذي حظي به من الرئيس عبد الفتاح السيسي في إحدى احتفاليات ‘قادرون باختلاف’. وتؤكد اللقطات أن مسيرته تشكل نموذجًا للدمج والتمكين في مؤسسات التعليم العالي.

تفوق رياضي وإنجازات عالمية

ويبرز الفيديو تفوق إبراهيم الرياضي؛ فهو يمارس رياضة التنس الأرضي وشارك في بطولات عالمية، وآخرها فوزه بميدالية في بطولة العالم للتنس لعام 2024. يعكس ذلك أن الإعاقة لا تقف أمام التحديات وتؤكد روح التحدي والإصرار لديه. وتؤكد رسالته الشخصية أن الإرادة تقود إلى إنجازات ملموسة وتلهم أقرانه.

تختتم الوثائقي برسالة أمل وإنسانية تعبّر عن روح مصر الحديثة التي تؤمن بالقدرات وتفتح آفاق التمكين أمام جميع أبناء الوطن. كما يؤكد العمل أهمية الدمج والمساواة في التعليم والعمل والحياة العامة كقاعدة لبناء مجتمع أكثر عدلاً. وتُبرز الخلاصة أن قصته ليست مجرد نجاح فردي، بل نموذج يحمل رسالة أمل وتفاؤل لشباب مصر من ذوي الهمم.

شاركها.
اترك تعليقاً