تعلن التحليلات الاقتصادية العالمية أن سعر الذهب قد يواصل الارتفاع محلياً وعالمياً، مدعوماً بجاذبية المعدن كأداة تحوط في ظل تقلبات الأسواق. يشير المسار الحالي للأسعار إلى ارتفاع متواصل تلاه انخفاض مؤقت بعد موجة صعود تاريخية، ثم تعود التوقعات للارتفاع مع تزايد الطلب الاستثماري والقلق الجيوسياسي. تتوقع المؤسسات المصرفية أن يتجاوز سعر الذهب عتبة 8000 دولار للأونصة بحلول عام 2028، وهو رقم يعكس قوة الطلب كملاذ آمن. وتظهر بيانات حتى سبتمبر 2025 أن المستثمرين ضخوا نحو 64 مليار دولار في صناديق التداول المدعومة بالذهب، وتواصل البنوك المركزية شراء الذهب بنحو ألف طن سنوياً منذ 2022.
التوقعات العالمية
يركز المحللون على سيناريوهات متعددة حول مسار الذهب عالمياً، ويتوقع البعض أن يظل نطاق السعر بين 4500 و5000 دولار للأونصة خلال 2027-2028، مع احتمال وصوله إلى نحو 5150-5800 دولار بحلول 2030. وتظهر توقعات أكثر تفاؤلاً من جيه بي مورغان بحيث يتضاعف السعر خلال الثلاث سنوات المقبلة ليصل إلى نحو 8000 دولار للأونصة بحلول 2028، مع متوسط سنوي يقارب 3675 دولاراً في أواخر 2025. يعزز ذلك الطلب الاستثماري والتحوط من مخاطر الأسهم والتقلبات الاقتصادية، وهو ما يدفع بعض المستثمرين إلى زيادة مراكزهم في الذهب. ويرى المحللون أن التغير في السياسات النقدية والتحولات في السياسة الفيدرالية الأميركية قد يغير مسار الطلب والعرض على الذهب.
الوضع المحلي وتأثير السياسات
يتابع المحللون المحليون تأثير الاتجاه العالمي على سعر الذهب محلياً مع توقع تقلبات بحسب تطورات الدولار والسياسات النقدية. وتشير تقارير إلى استقرار سعر عيار 21 في بعض الأسواق مثل السعودية، وتراجعاً ملحوظاً في الإمارات خلال فترات محددة. كما تلاحظ مصر تراجعاً في سعر الذهب عيار 21 بمقدار محدود خلال فترات متقاربة، مع توقعات بأن تستمر حركات الأسعار في التعاقب بتأثير من السياسات النقدية وتغيرات الأسعار العالمية.
يتوقع المستثمرون أن يظل المعدن الأصفر ملاذاً آمناً خلال فترات الاضطراب الاقتصادي والتقلبات العالمية. تبقى التوقعات الطويلة الأجل محفوفة بالمخاطر وتتفاوت وفقاً للسيناريوهات الاقتصادية والسياسية. يظل السؤال الأساسي حول مدى سرعة وصول الذهب إلى مستوى 8000 دولار للأونصة بحلول 2028 معتمداً على مسار التضخم والسياسات النقدية وتدفقات الاستثمار، كما أن التغيرات في سعر الدولار ستكون عاملاً محورياً في تحديد الاتجاه القادم.