أعلنت مصادر طبية أن إصابة الفنانة هدى المفتي بفيروس كورونا لم تقتصر على أعراض شائعة بل تطورت إلى جلطة معوية خطيرة. ولُفت إلى أن الحمى والعزل الذين رافقا المرض تحولا إلى معركة طارئة للبقاء على قيد الحياة مع تأخر بدء العلاج. وأدى الانسداد إلى نقص في إمداد الأمعاء وتلف أنسجتها بشكل أدى إلى ظهور غرغرينا جزئية في بعض أجزاءها. وبناء عليه خضعت لعملية جراحية طارئة استئصل فيها جزء من الأمعاء الدقيقة وتلقت رعاية خاصة في العناية المركزة.
تعريف الجلطة المعوية
تُعرّف الجلطة المعوية بأنها انسداد الدم في الشرايين أو الأوردة التي تغذي الأمعاء وتؤثر على تدفق الدم إليها. تحدث عندما تتجمع جلطات في هذه الأوعية ما يمنع وصول الأكسجين والمواد الغذائية إلى نسيج الأمعاء، فيتعرّض لضرر سريع. تظهر عوامل خطر مثل اضطرابات التخثر الوراثية، وأمراض القلب، وتليف الكبد، ووجود أورام، أو بعد عمليات جراحية في البطن.
أعراض ومخاطر
تنشأ أعراضها عادة بشكل حاد ومفاجئ ويكون الألم بالبطن شديدًا مقارنة بما يظهر في الفحص البدني. قد يصاحب ذلك غثيان، قيء، وإسهال، ثم يزداد الانتفاخ وتظهر علامات التعب والحمى الخفيفة. مع استمرار المشكلة قد تتطور الحالة إلى موت جزء من الأمعاء، وهو ما يفرض استشارة طارئة وتدخلًا طبياً فوريًا.
التشخيص والعلاج
يعتمد تشخيص الحالة مبكرًا على التصوير المقطعي للأوعية وتقييم حركة الدم داخلها، مع فحص دم لقياس الالتهاب ومستوى اللاكتات. تختلف خيارات العلاج باختلاف نوع الجلطة؛ فجلطات الأوردة تُعالج عادة بمضادات التخثر، بينما قد تُستخدم إجراءات قسطارية لإذابة الجلطة أو إزالة جزء منها، وفي حالات التلف المعوي قد تكون الجراحة ضرورية. بعد استقرار الحالة، تبرز أهمية متابعة مستمرة مع أخصائي الأوعية الدموية وتقييم قابلية التكرار وخطط الوقاية.
الوقاية والمتابعة
ينبغي الانتباه إلى الألم البطني المفاجئ وعدم تجاهله، فالتشخيص المبكر يمكن أن يمنع تفاقم الحالة ويجنب وضعاً خطيراً. كما يسهم الحفاظ على صحة القلب وضبط الضغط وتجنب التدخين وممارسة نشاط جسدي منتظم في تقليل مخاطر تكون جلطات لاحقة. تمثل الرعاية ما بعد الأزمة جزءاً أساسياً من العلاج، وتتضمن متابعة مستمرة وتقييمًا دوريًا مع الطبيب المختص.


