تؤكد الدراسات أن التدخين يضر الرئتين والدماغ ويزيد مخاطر أمراض القلب والسكتة الدماغية. كما يساهم في تدهور القدرات المعرفية وضعف الذاكرة مع مرور الوقت. ويؤثر ذلك على الانتباه والتركيز والتخطيط وتنظيم الأفكار بشكل مستمر.

توصل خبراء الصحة إلى أن الإقلاع عن التدخين في أي عمر يمكن أن يترك أثرًا واقعيا في صحة الدماغ ووظائفه. ويؤكدون أن التوقف عن التدخين قد يبطئ من التدهور المعرفي مع الزمن ويقلل من احتمال فقدان التركيز. وتظهر نتائج متعددة أن القدرة على التذكر والمرونة الذهنية تتحسن تدريجيًا بعد الإقلاع.

فوائد الإقلاع للدماغ

تشير النتائج إلى أن الإقلاع عن التدخين ينعكس إيجاباً في الذاكرة والقدرات الذهنية. خلال فترة عشر سنوات، بلغت نسبة مشاكل الذاكرة 12% لدى من أقلعوا، مقابل 17% بين المدخنين المستمرين. أما غير المدخنين فكانت النسبة الأدنى عند 8.7%.

ويرتبط التدخين بعدة أمراض تزيد من مخاطر التدهور المعرفي مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. هذه العوامل تضعف تروية الدم إلى الدماغ وتؤثر في العمليات الإدراكية. وبالتالي يسهِم الإقلاع في تقليل هذه المخاطر والحفاظ على القدرات العقلية مع العمر.

خفض خطر الإصابة بأمراض الدماغ

تشير الأبحاث إلى أن التدخين يزيد احتمال الإصابة بمرض الزهايمر بمعدلات تصل إلى سبعين بالمئة. ويمكن أن يظهر الخرف مبكرًا لدى المدخنين مقارنة بغير المدخنين. بينما يساعد الإقلاع عن التدخين على تحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتقليل الالتهابات العصبية، مما يعزز صحة الدماغ على المدى الطويل.

حماية الأوعية الدموية من التلف

التدخين من أقوى العوامل التي تسبب أضرارًا للأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ضعف تدفق الدم إلى الدماغ وزيادة مخاطر السكتات والخرف الوعائي. الإقلاع عن التدخين يوقف هذا التلف ويمنح الأوعية فرصة للتعافي. وهذا التحسن ينعكس مباشرة على وظائف الدماغ وصحة الجهاز العصبي.

إبطاء انخفاض حجم الدماغ

أظهرت دراسات أن التدخين يسبب انكماشاً في بعض مناطق الدماغ مع مرور الزمن. على الرغم من أن الإقلاع لا يعيد الحجم إلى وضعه الطبيعي تماماً، إلا أنه يمنع استمرار الانكماش ويحافظ على الخلايا العصبية. وبذلك يظل هناك أمل في الحفاظ على جودة الوظائف الإدراكية قدر الإمكان.

تحسين الحواس والقدرات الإدراكية

لا يقتصر الضرر على الذاكرة فحسب، بل يتسع ليشمل حاستي الشم والتذوق وبصر الشخص. يؤدي الإقلاع تدريجيًا إلى استعادة هذه الحواس وزيادة حدة الإحساس بالطعم والروائح. كما يقل الخطر بحدوث مشاكل مثل إعتام عدسة العين والتنكس البقعي مع التقدم في العمر.

كيف تبدأ رحلة الإقلاع عن التدخين؟

يعتبر الإقلاع عن التدخين أمراً قابلاً للتحقيق إذا توفرت الإرادة والدعم المناسب. ينصح بالاستشارة الطبية قبل البدء لتحديد الخطة الأنسب، وقد تشمل أدوية لتقليل الرغبة في النيكوتين أو بدائل مثل العلكة واللاصقات. كما يوضح الأطباء أن الدعم الاجتماعي من الأهل والأصدقاء عنصر أساسي في النجاح لأنه يساعد في تخفيف التوتر وتحسين المزاج.

شاركها.
اترك تعليقاً