أعلنت دراسة حديثة أن التهابات المسالك البولية التي تصيب الملايين حول العالم سنويًا لا ترتبط فقط بمستويات النظافة الشخصية، بل لها صلة مباشرة بجودة الأغذية مثل اللحوم الملوثة. وتوضح النتائج أن ما يقرب من حالة من كل خمس حالات عدوى بالمسالك البولية تعزى إلى سلالات من بكتيريا الإشريكية القولونية E. coli التي تنتقل إلى الإنسان عبر اللحوم الملوثة، بحسب لينتا رو. وللوصول إلى هذه النتائج جمع الفريق البحثي أكثر من 5700 عينة من بكتيريا E. coli من مصدرين: عينات من مرضى يعانون من التهابات المسالك البولية، وعينات أخرى من محلات بيع اللحوم والدواجن بالتجزئة في المناطق نفسها، ثم أجروا تحليلًا جينيًا متقدمًا لتحديد أصل كل سلالة بكتيرية.
أظهر التحليل أن حوالي 18% من حالات العدوى تعزى إلى سلالات بكتيرية من أصل حيواني، مع الإشارة إلى أن السلالات الأكثر خطورة وجدت بشكل متكرر في لحم الدجاج والديك الرومي. كما لفتت الدراسة إلى أن البيانات جمعت من أكثر من 5700 عينة، مما أتاح تحليلًا دقيقًا لأصل كل سلالة. وربطت النتائج وجود هذه السلالات في اللحوم الملوثة بخطر انتقالها إلى الإنسان عبر استهلاكها أو تلوث الأطعمة الأخرى أثناء التعامل الغذائي. وأشارت إلى أن مخاطر العدوى ترتفع في المناطق التي تكون فيها جودة الغذاء والظروف الصحية أقل، ما يعكس ارتباط العوامل الاجتماعية بتعرض السكان لهذه العدوى.
الأبعاد الاجتماعية والوقاية
وسلطت الدراسة الضوء على عامل اجتماعي مهم، حيث تبين أن سكان الأحياء الفقيرة هم الأكثر عرضة للإصابة بتلك العدوى، بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بسكان الأحياء الأكثر ثراء. وأرجع الباحثون الزيادة إلى محدودية الوصول إلى أغذية طازجة وعالية الجودة، إضافة إلى اختلافات في الظروف الصحية والبيئة المعيشية. كما أوضحوا أن هذه الفوارق تبرز أهمية تحسين الوصول إلى الغذاء الآمن والخدمات الصحية والتغذوية في الأحياء الفقيرة. وتؤكد النتائج أن الوقاية من هذه العدوى تبدأ بإجراءات صحية صارمة في مصانع معالجة اللحوم وتتكامل مع معالجة أوجه عدم المساواة الاجتماعية في مجال التغذية.
وأضافت الدراسة نصائح عملية للمستهلكين لتقليل خطر الإصابة. تنصح بطهي اللحوم جيداً قبل الاستهلاك. كما توصي بمنع تلامس اللحوم النيئة مع الأطعمة المطبوخة أو الجاهزة للأكل، وغسل اليدين جيداً بعد التعامل مع اللحوم النيئة أو تحضيرها. كما شددت على ضرورة الفصل بين أدوات الطهي وأن يتم الانتهاء من الإعداد بشكل يعزل اللحوم النيئة عن بقية الأطعمة.
وتشير الدراسة إلى أن الوقاية من هذه العدوى تتطلب إطاراً شاملاً يبدأ بتشديد المعايير الصحية في مصانع معالجة اللحوم، ويمتد لمعالجة أوجه عدم المساواة الاجتماعية في التغذية وسياسات الغذاء العامة. وتؤكد أن حماية الصحة العامة تتطلب تنسيقاً بين سياسات الغذاء والصحة والتعليم لضمان وصول الأغذية الطازجة وآمنة الجودة إلى جميع المناطق. وتدعو إلى تعزيز التوعية الصحية في المجتمع وتطوير برامج دعم الوصول إلى الغذاء الصحي لسكان الأحياء الفقيرة.


