يفتتح المتحف المصري الكبير أبوابه في الأول من نوفمبر المقبل، ليضع جسرا يعبر عليه الأطفال إلى تاريخهم وهويتهم. يهدف الحدث إلى زرع حب الوطن من خلال التجربة والمعايشة والتفاعل المباشر مع التراث. يتيح هذا الانفتاح للأطفال فرصة رؤية الحضارة المصرية القديمة كجزء حي من حياتهم اليومية وليس كدرس قديم.
من داخل المتحف المصري الكبير، ومن بين أروقة المعابد القديمة، تبدأ رحلة ممتعة لتعليم التاريخ بطريقة الحياة واللعب والاكتشاف. يتحول الطفل من مجرد زائر إلى مستكشف صغير يسافر عبر الزمن. تتسع التجربة لتصبح طريقة تعلم تُمكنه من ربط الماضي بالحاضر من خلال المواقف الحقيقية والأنشطة. يستشعر الطفل قيمة الانتماء وهو يشهد حضارة تتجدد في وعيه.
رحلة تعليمية حية داخل المتحف
ويفتح افتتاح المتحف باب التعليم عبر التجربة السياحية، حيث يتعلم الأطفال القيم والهوية من خلال التفاعل المباشر مع التراث. يمكن للطفل ارتداء الأزياء الفرعونية، وكتابة اسمه بالهيروغليفية، وصنع تميمة من الطين كما كان يفعل أقرانهم قبل آلاف السنين. يتعلم كيف يطرح الأسئلة ويستكشف ويحلل العلاقات بين الماضي والحاضر. وتتيح البرامج التفاعلية المشاركة الفعالة.
وعندما يرى الطفل تمثال الكاتب الجالس أو يسمع قصة الملكة حتشبسوت، ويقف أمام تمثال رمسيس الثاني الشامخ في مدخل المتحف، يتفتح لديه فهم معنى الإبداع المصري القديم. يتجسد في ذلك شعور بالانتماء إلى حضارة كانت مضمونها الإبداع والعلم والعمل. يدرك أن حضارته جزء من تاريخ الإنسانية وقيمة حضارية يملكها. تترسخ لديه فكرة أن الفن والعلوم هما لغة العبور إلى المستقبل.
تطوير مهارات الطفل من خلال التجربة
هذه التجارب لا تغرس الانتماء والفخر فحسب، بل تبني مهارات التفكير والإبداع. يتعلم الطفل كيف يطرح الأسئلة ويستكشف ويربط الماضي بالحاضر في سياق حياته اليومية. كما تعمل البرامج على تعزيز قدرته على التعاون والاحترام والتواصل في بيئة تعلم نشطة. وتسهم في إعداد جيل واعٍ ومؤمن ببلاده.
وتقدم المتحف برامج متخصصة للأطفال من سن ست إلى أربعة عشر عامًا، تشمل ورشًا تعليمية وألعابًا تفاعلية وجولات افتراضية بتقنيات الواقع المعزز. تتيح هذه البرامج رؤية كيف كانت المعابد تُبنى وتمنحهم فرصة مشاهدة الاحتفالات الملكية من منظور مباشر. تسهم التجارب في تعزيز مهارات الاستقصاء والتعاون لدى الطفل، وتمنحه طريقة تعلم عملية وممتعة.
وعند خروج الطفل من جولته وهو يحمل تذكارًا من صنع يده أو صورة بجانب تمثال فرعوني، يحمله معه إحساسًا بالانتماء وفخرًا بأن وطنه جزء من حضارته العريقة. وتثبت هذه التجربة في وعيه قيم المسؤولية والانتماء والاعتزاز بالهوية. كما يرى في نفسه سفيرًا لقيم قومه داخل المجتمع وخارجه.


