تعلن الدكتورة همت أبوكيلة، مديرة مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، تخصيص جزء من الإذاعة المدرسية في طابور الصباح لتعريف الطلاب بالمتحف المصري الكبير. وستخصص المدارس فقرات تعريفية تشرح تاريخ إنشاء المتحف وأهميته بوصفه أكبر حدث ثقافي في مصر. وتؤكد أن الهدف من ذلك تعزيز روح الانتماء والفخر لدى الطلاب وتبيان ما تحققه الدولة من إنجازات في مجالات الثقافة والسياحة. كما ستسلط الفقرات الضوء على الموقع المتميز للمتحف وإطلالته على أهرامات الجيزة.
يضم المتحف المصري الكبير بين جنباته أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تحكي تاريخ الحضارة المصرية من فجر التاريخ حتى العصرين اليوناني والروماني. وهو صرح حضاري عالمي يربط الماضي بالحاضر، إذ يقع في موقع يطل على أهرامات الجيزة ويتميز بتصميم معماري عالمي فريد. كما يرد ذكر أنه يعرض كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون كاملة لأول مرة، إضافة إلى أكبر مركز ترميم آثار في الشرق الأوسط. ويشير إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر المقبل سيكون حدثًا تاريخيًا عالميًا يليق بعظمة مصر.
تصميم المتحف ومكانه
بدأت فكرة إنشاء المتحف في التسعينيات، وفي عام 2002 وُضع حجر الأساس للمشروع ليُنشأ في موقع مميز يطل على الأهرامات الخالدة. أعلنت الدولة تحت رعاية اليونسكو والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين عن مسابقة دولية لأفضل تصميم، فاز بها فريق من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين من أيرلندا. اعتمد التصميم فكرة تشكل فيها أشعة الشمس التي تلتقي عند قمم الأهرامات الثلاثة كتلة مخروطية تمثل المتحف. بدأ البناء في مايو 2005 وتم تجهيز الموقع، وفي 2006 أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط، الذي خُصص لصيانة القطع المعروضة، وتم افتتاحه في عام 2010.
تم اكتمال بنائه مع مساحة تفوق 300 ألف متر مربع في عام 2021، ليضم قاعات عرض متعددة تعد من أكبر القاعات مقارنة بمتاحف كثيرة في العالم. ويُعد المتحف واحداً من أهم إنجازات مصر الحديثة، إذ يسعى ليكون وجهة عالمية للتراث المصري القديم ولعرض كنوز أثرية مميزة مثل مراكب الملك خوفو ومجموعة الملكة حتشبسوت إلى جانب آثار من العصور القديمة وحتى العصرين اليوناني والروماني. كما يوفر الموقع مرافق ثقافية وترفيهية تشمل متحفاً للأطفال ومركزاً تعليمياً وقاعات عرض مؤقتة وسينما ومركز مؤتمرات ومناطق تجارية وكافيتريات ومطاعم وحدائق.
وتسعى المتحف إلى تحقيق أهدافه عبر عرض المجموعات الأثرية باستخدام أحدث أساليب العرض والتقنيات، إضافة إلى التوثيق الرقمي وتسجيل القطع وحفظها وصيانتها وترميمها. كما ينظم المعارض الدائمة والمؤقتة داخل مصر ويعقد الندوات والمؤتمرات والأنشطة الثقافية والعلمية. وتُعنَى بتوعية النشء بالحضارة المصرية وإحياء الحرف والفنون التراثية من خلال صناعة وتسويق المستنسخات الأثرية وبيعها.


