أعلنت صحيفة روهي الإسبانية أن أسعار القهوة الخضراء وصلت إلى مستويات قياسية في بورصتي نيويورك ولندن، مدفوعة بتراجع المحاصيل في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وأوضحت الصحيفة أن الطلب العالمي تجاوز العرض بشكل واضح، وأن المنتجين هم من يحددون الأسعار الآن. وأشار توني فالكانيراس، رئيس اتحاد محمصي القهوة في جزر البليار، إلى أن السوق يشهد ارتفاعاً مستمراً في الأسعار نتيجة هذه العوامل. وبعد تراجع طفيف في يوليو الماضي، عادت الأسعار للارتفاع بوتيرة سريعة.
تطور الأزمة وآثارها المحلية
تسبب هذا الارتفاع في أزمة كبيرة داخل إسبانيا، خاصة في قطاع المقاهي والمحمصات. فقد أغلقت أكثر من 200 شركة ومحمصة قهوة في جزيرة مايوركا وحدها نتيجة لارتفاع تكاليف الشراء دون ارتفاع الأسعار النهائية للمستهلكين بشكل مكافئ. ويذكر المصدر أن أصحاب المقاهي والمحمصات الصغيرة أضطروا إلى الإغلاق أو تقليص النشاط لتفادي الإفلاس.
كما بدأ المستهلكون يلاحظون ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المشروبات داخل المقاهي رغم محاولات التاجر امتصاص الخسائر وعدم تمرير الارتفاع الكامل للتكاليف. ويشير الخبراء إلى أن القهوة، ثاني سلعة متداولة في العالم بعد النفط، تواجه مستقبلاً غامضاً إذا استمرت موجات الجفاف وتذبذب الإنتاج في البلدان المنتجة. كما يشير إلى أن بعض الشركات الأوروبية تسعى لتخزين كميات إضافية من البن أملاً في استقرار الأسعار قريباً.
التوقعات والمخاطر
ويتوقع المحللون أن الأزمة قد تزداد حدة في الأشهر المقبلة، خاصة مع توقع انخفاض الإنتاج البرازيلي مجدداً. وتؤكد التوقعات أن استمرار التذبذب في الإنتاج والطقس غير المستقر قد يرفع تكاليف القهوة في الأسواق العالمية ويؤثر على المستهلكين في إسبانيا. وتبقى المخاطر قائمة مع استمرار تقلبات الإنتاج وتغير المناخ في الدول المنتجة.


