يؤكد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد مقصورًا على الترفيه بل أصبح جزءًا من تفاصيل حياتنا اليومية. هو يؤثر في طريقة تفكيرنا وعلاقاتنا وصحتنا النفسية بشكل عميق. رغم ما تحققه من مزايا، فإن الإفراط في استخدامها يفرض تحديات نفسية واجتماعية تستدعي التوقف عندها.
الإدمان الرقمي
يُعد الإدمان الرقمي أحد أبرز مظاهر التأثير السلبي، إذ يقضي العديد من المستخدمين ساعات طويلة في التصفح دون وعي، وهذا يؤثر على النوم والتركيز والمزاج. هذا النمط يفرز في الدماغ هرمون الدوبامين بشكل يشبه الإدمان على الألعاب أو المواد المنشطة. ينشأ لدى الفرد شعورٌ مستمر بالرغبة في العودة إلى الهاتف.
المقارنة وتأثيرها النفسي
تُعد المقارنة المستمرة مع الآخرين من أكثر التحديات خطورة؛ حيث يعرض المستخدمون نماذج مثالية من حياتهم، ما يخلق شعورًا بالنقص والفشل. هذا الشعور يفقد الثقة بالنفس ويزيد القلق والاكتئاب. نتيجة لذلك، قد يعاد توجيه تقييم الفرد لنجاحه بشكل غير واقعي.
السعي وراء الشهرة وتزييف الواقع
أصبح الكثيرون يسعون وراء الشهرة والمشاهدات حتى لو تطلب الأمر المبالغة أو نشر مواقف ملفقة. أصبح النشر المبالغ فيه أو المواقف المختلقة أسلوبًا شائعًا لجذب الانتباه. هذا السلوك يعمق ثقافة السطحية ويؤثر في القيم الاجتماعية.
الاستخدام الواعي لوسائل التواصل
يمكن تحويل وسائل التواصل إلى أداة إيجابية إذا استُخدمت بوعي، ويتطلب ذلك تحديد أوقات يومية للاستخدام واختيار محتوى يثري التعلم والتطوير. كما يجب أخذ فترات راحة رقمية منتظمة للتجديد الذهني والتخفيف من الضغط. بهذا الشكل يتحقق توازن يساعد في تقليل الآثار السلبية.


