نقلت منظمة الصحة العالمية جود ماضي إلى أحد مستشفيات الأردن لتلقي العلاج العاجل وإجراء عمليات جراحية وتجميلية لإعادة ابتسامتها وبشرتها الطفولية. نجت جود وأخواها من الموت في قصف إسرائيلي أسفر عن استشهاد والدها ووالدتها والأخ الأكبر مصعب، فيما أصيبت ابنة شقيقه بحروق شديدة لم تتمكن الجهات الصحية من علاجها حتى الآن. حولت العائلة إلى مشردة وتعيش في خيام مهترئة وتواجه مجاعة كبيرة، إضافة إلى صعوبات في جلب الطعام بسبب استهداف الاحتلال لمنتظري المساعدات وبقاء المعابر مغلقة.

وثق عم الطفلة أن الخيمة التي يسكن فيها أخوه وزوجته وأبناؤه الأربعة تعرضت لقصف من طائرة F-16 مما أسفر عن استشهاد الأم والأب والابن الأكبر مصعب، كما أصيبت ابنة شقيقه بحروق شديدة لم تَزَل آثارها حتى اليوم. وتعيش العائلة في وضع غير ملائم للسكن وتواجه نقصًا حادًا في الغذاء والماء، وتفتقر إلى الخدمات الأساسية التي تضمن لها الحياة الكريمة. كما أشارت العائلة إلى أن جود لم تتمكن من الالتحاق بالمدرسة بسبب تدمير مدارس القطاع، ما يحرمها من التعليم الذي يحظى به أقرانها في دول أخرى.

أقسى صور المعاناة وآثارها

وقالت المهندسة دعاء صالح، مديرة مشاريع مؤسسة إنقاذ الطفل في فلسطين، إن من أقسى صور المعاناة في غزة هم الأطفال الذين يفقدون الأب والأم معًا ويصبحون في وضع أيتام مزدوجين يواجهون صعوبات شديدة. وأشارت إلى أن الحالة النفسية لهؤلاء الأطفال تتدهور بسرعة وتظهر عليهم أعراض ما بعد الصدمة مثل الكوابيس والخوف المستمر والتبول اللاإرادي وفقدان القدرة على الكلام أو اللعب. وتؤكد المؤسسات الإنسانية أن هذه الحالات تحتاج إلى دعم نفسي إلى جانب الرعاية الصحية للحيلولة دون تفاقم المعاناة وتحسين فرصهم في المستقبل.

شاركها.
اترك تعليقاً