أعلن باحثون من جامعة ماكماستر نتائج دراسة جديدة تفيد بأن فحص الشبكية الروتيني يمكن أن يكشف علامات مبكرة لمشاكل القلب والأوعية الدموية. وأوضحت النتائج أن التغيرات في شبكية العين قد تعكس ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين في جسم الإنسان. وتؤكد النتائج أن وجود علامات مبكرة في العين قد يوفر فرصة للتدخل الطبي المبكر لمنع تطور أمراض القلب. كما أشارت الدراسة إلى أهمية ربط فحوص الشبكية بالبيانات الجينية ومؤشرات الدم لفهم الرابط بين الشيخوخة وصحة الجهاز الوعائي.
علامات شبكية مرتبطة بالقلب
أوضح الباحثون أن بعض العلامات في الشبكية مثل تشوهات الأوعية الدموية أو الانسدادات في الشرايين أو الوريد الشبكي قد ترتبط بارتفاع مخاطر القلب. وتشير النتائج إلى وجود حالات مثل اعتلال الشبكية الناتج عن ارتفاع ضغط الدم واعتلال الشبكية السكري كأمثلة لتأثر الشبكية بالأمراض القلبية. كما قد تتضمن العلامات شبكية أخرى تدل على تضييق في الأوعية وتغيرات بنية الشبكية مما يعكس وضع الدورة الدموية في الجسم.
كما أشارت النتائج إلى علامات خارجية مرتبطة بمستوى الدهون في الدم، مثل وجود زانثيلاسما على الجفون وقوس الشيخوخي حول القرنية. وتؤكد المعطيات أن هذه العلامات تقاطعت مع تغييرات الشبكية لتعكس مخاطر القلب المرتفعة. وتبرز هذه النتائج أن رصد الشبكية قد يضيف مؤشرات إضافية لتقدير خطر الأمراض القلبية.
المكونات الوراثية والتطبيقات المستقبلية
حلل العلماء بيانات أكثر من 70 ألف مشارك جمعت بين فحوص الشبكية والمعلومات الجينية وفحوص الدم. ووجدوا أن وجود أوعية دموية أبسط وأنها أقل تشعبًا في العين يرتبط بزيادة احتمال الإصابة بمشاكل قلبية وظهور علامات مبكرة للشيخوخة البيولوجية، بما في ذلك ارتفاع الالتهاب وقصر العمر. كما ربطت النتائج بين تغييرات الأوعية الدموية في العين والتغيرات الوراثية المرتبطة بالشيخوخة.
كما أشار العلماء إلى أن جانبًا مهمًا من الدراسة يتعلق بتحديد بروتينات قد تفسر شيخوخة الأوعية الدموية. تشمل هذه البروتينات MMP12 ومستقبل IgG–Fc IIb، وكلاهما مرتبط بالالتهاب والشيخوخة الوعائية، مما يجعلها أهدافًا محتملة لأدوية مستقبلية. وتؤدي النتائج إلى إمكانات لاستخدام فحص الشبكية كأداة غير جراحية لتقييم شيخوخة الجهاز الوعائي وتقليل مخاطر أمراض القلب، مع ضرورة إجراء بحوث إضافية قبل تبني الفحص كإجراء روتيني.


