تبني مصر قبةً من نور ومعنى تحمي سماءها من أعدائها، فهذه القبة ليست درعاً مادياً فحسب بل سياجاً روحيًا وتاريخيًا يمتد عبر العصور. تؤكد أن الرسالة التي تحملها مصر تظل حيّة وتؤثر في مسار الحضارات. وتؤسس هذه الرؤية لربط الأمن القومي بحماية الوعي والهوية والذاكرة الحضارية. كما تشدد على أن مصر ليست مجرد وطن بل فكرة ورسالة وجسر بين حضارات تتكامل لا تتصارع.

قبة مصر عبر التاريخ

تظل قبة مصر عبر العصور سياجاً غير مرئي يمتد من عمق التاريخ إلى حاضر الوطن، فهي ليست مجرد بناء بل تعبير عن إيمان طويل وقيم رسالية. وقد عبرت مصر عبر تاريخها عن هذه القناعة حين ارتبطت رسالات السماء بمسيرتها، فجاء فيها إبراهيم وموسى ويوسف وعيسى عليهم السلام مصاحبين لمسيرتها. ومن هنا كتب التاريخ أن قبتها تكون من نور ونار يظللها وعد السماء قبل قوانين الأرض. وهذا المعنى يربط بين المكان والزمان في صورة حضارية متواصلة.

رؤية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي

يرى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن حماية مصر لا تبدأ عند الحدود فحسب، بل من روحها وإيمانها بأنها ليست مجرد وطن بل فكرة ورسالة وجسر بين حضارات. ويوضح أن صون الأمن القومي يتقدم بمهمة حماية الوعي والذاكرة الحضارية في آن معاً. كما يؤكد أن هذه الرؤية تضع الإنسان والإنسانية في صلب الاستراتيجية وتعيد تعريف مفهوم القوة كقدرة على التأثير الحضاري. وتؤكد هذه الرؤية أن مصر تسعى لسياق دولي يوازن بين الأمن والعدالة والسبل الحضارية للتواصل بين الشعوب.

المتحف المصري الكبير وقمة الحضارة

إن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث ثقافي أو بروتوكولي، بل هو قمة حضارية تعلو فوق المكان والزمان. يقام عند سفح الأهرامات حيث تتلاقى الحضارات وتتحاور الرسالات، وتؤكد القاهرة أن الزمن يقف عند مصر. وتواكب هذه المناسبة إشارات مهمة من بينها فوز الدكتور خالد العناني مديراً عاماً لليونيسكو وقمة شرم الشيخ للسلام في غزة، ما يعزز رسالة الحدث كإحياء للحوار الإنساني. ويجسد الحدث في ذاته نقلة تاريخية في مسار الدبلوماسية المصرية كقوة ناعمة تتجاوز الأطر التقليدية.

دبلوماسية الحضارة

تطرح مصر في مناسبة افتتاح المتحف مفهوماً جديداً في الدبلوماسية هو «دبلوماسية الحضارة». وتعلن القيادة المصرية أن هذه الدبلوماسية تعكس توظيف إرثها الحضاري ورسالتها الإنسانية كقوة ناعمة تسهم في بناء الجسور بين الشعوب وتعميق الفهم المتبادل بين الثقافات. وتعيد هذه الرؤية تعريف العلاقات الدولية من منطلق القيم الإنسانية والمعاني المتجذرة في الوجدان الشعبي، لتتخطى السياسة التقليدية وتفتح فضاءً أرحب للتعاون. وتؤكد مصر أن الحضارة يمكن أن تكون لغة السلام والوحدة في عالم يتسم بالتحديات المتزايدة.

رسالة الحضارة إلى العالم

وعند سفح الأهرام ترفع مصر صوتها إلى الإنسانية بأن الحضارة لا تزال لغة للسلام وأن مصر، التي علمت العالم معنى الخلود، قادرة على منح البشرية أملًا في مستقبل أكثر اتزانًا وإنسانية. ويرى المحرر الدبلوماسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن الحدث لا يحظى بالحضور الرسمي فحسب بل يتسع ليكون انعكاساً لذوات المصريين وتطلعاتهم، فالقصة هنا تعبر عن ترابط بين المنجز والوجدان. وتؤكد هذه المناسبة أن مصر تنطلق من موقع المتلقي إلى مركز إشعاع حضاري وإنساني، وتعيد تعريف القوة بتوظيف الحضارة كقوة تأثير وتواصل. وبين هذه القبة التي تظل حارسة للمعرفة تتحول رسالة الوطن إلى دعوة مفتوحة للسلام والوحدة واليقظة الحضارية.

شاركها.
اترك تعليقاً