أعلنت وزارة الإسكان فوز مشروع معالجة الحمأة الناتجة من محطة التنقية الشرقية بالإسكندرية بتحويلها إلى طاقة، وذلك ضمن جائزة الإمارات للطاقة التي يمنحها المجلس الأعلى للطاقة بدولة الإمارات العربية المتحدة كل عامين. ويأتي هذا الفوز تقديرًا لجهود مصر في تطبيق أحدث النظم البيئية والتكنولوجية في تحويل الحمأة إلى طاقة مستدامة. وتتماشى الجائزة مع رؤية مصر 2030 في تعزيز الاستدامة والكفاءة في استخدام الموارد. ويعزز الإعلان الريادة المصرية في إدارة الموارد وتحويل النفايات إلى قيمة اقتصادية.
الجائزة وأهميتها
أوضح المهندس شريف الشربيني أن المشروع في محطة التنقية الشرقية يسهم في رفع كفاءة المحطة وتحسين أدائها البيئي عبر تحويل الحمأة إلى غاز حيوي (بيوجاز) يستخدم في توليد الكهرباء. وتغطي الكهرباء الناتجة نحو 60% من استهلاك المحطة وتقلل الاعتماد على مصادر خارجية. كما يسهم تحويل الحمأة في تقليل الروائح والتلوث بنسبة تقارب 30% من حجم الحمأة الناتجة، إضافةً إلى تجفيف الحمأة المهضومة لاستخدامها في أغراض متعددة. وفرّدت الوكالة الفرنسية للتنمية تمويلًا جزئيًا للمشروع، دعمًا للشراكة الدولية في مجالات الطاقة المتجددة ومعالجة مياه الصرف.
تفاصيل المشروع وأثره
تم إنشاء محطة التنقية الشرقية في عام 1993 بطاقة 200 ألف م³/يوم بنظام المعالجة الأولي، ثم جرى تطويرها في 2003 لتصل إلى 407 آلاف م³/يوم. وفي 2014 توسعت المحطة لتبلغ 800 ألف م³/يوم بالمعالجة الثانوية. وفي 2022 نفذت وزارة الإسكان مشروع معالجة الحمأة وتحويلها إلى طاقة بالتعاون مع اتحاد شركتي سويز والمقاولون العرب، فارتفعت الطاقة الإجمالية للمحطة لتصل إلى 800 ألف م³/يوم وتخدم أكثر من أربعة ملايين نسمة في مناطق شرق الإسكندرية. وتؤكد هذه الإجراءات تعزيز الأداء البيئي للمرفق وتحسين الوضع الصحي حوله.
تاريخ المحطة وتمويلها
وتؤكّد هذه المبادرة أن الدولة تسعى ضمن خطتها للتحول إلى الاقتصاد الأخضر إلى تعظيم الاستفادة من المخلفات وتحويلها إلى موارد ذات قيمة. وتبرز فوز المشروع ريادة مصر في ربط قضايا المياه والطاقة بالتنمية المستدامة. وتؤكد أيضًا التزام الوزارة بالبيئة والصحة العامة للمناطق المحيطة بالمحطة. وتدعم هذه الجهود أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
الجائزة الإماراتية ورؤية الطاقة الإقليمية
تُمنح جائزة الإمارات للطاقة من المجلس الأعلى للطاقة بدولة الإمارات مرة كل عامين، وتكرم المبادرات الرائدة في كفاءة الطاقة والطاقة البديلة والاستدامة وحماية البيئة. وتشكل الجائزة منصة إقليمية تحتفي بالمشروعات التي تسهم في مستقبل أكثر كفاءة واستدامة في استخدام الطاقة في المنطقة. كما أنها تبرز نموذجًا للمشروعات الوطنية وتدعم التعاون الدولي في تعزيز الطاقة المستدامة.


