يتسارع كثير من الأمهات إلى إعطاء أطفالهن المضادات الحيوية بمجرد ظهور أعراض البرد أو الإنفلونزا، ظنًا منهن أنها العلاج الأسرع للشفاء. يبين الخبراء أن هذه الممارسة قد تضر أكثر مما تفيد لأن المضادات الحيوية لا تفيد في الأمراض الفيروسية الشائعة لدى الأطفال. وتؤكد المصادر الصحية أن المضادات الحيوية مفيدة فقط في حالات العدوى البكتيرية وليست خيارًا لعلاج الأمراض الفيروسية. وبحسب موقع Healthy Children، فإن معظم أمراض الطفولة تكون ناجمة عن الفيروسات، وبالتالي فإن استخدام المضاد الحيوي لا يساعد في الشفاء بل قد يسبب مقاومة البكتيريا للأدوية مستقبلاً، مما يجعل علاج العدوى الحقيقي أصعب.
أمراض لا تحتاج إلى مضادات حيوية
توضح الجهات الصحية أن معظم أمراض الطفولة الناتجة عن عدوى فيروسية لا تستفيد من المضادات الحيوية، وتكون الرعاية الأساسية مركزة على دعم الصحة والتعافي التدريجي. غالباً ما تبرز حالات مثل التهابات المعدة والأمعاء بسبب فيروسات وتنتقل عبر الطعام أو الماء الملوث، ويتطلب العلاج ترطيب الجسم ومنع الجفاف. كما أن نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي تتحسن عادةً مع الراحة وتوفير السوائل الكافية. بينما تحتاج أمراض أخرى إلى رعاية منزلية وتخفيف الأعراض فقط، وليست المضادات الحيوية حلاً فعالاً دائمًا.
التهاب المعدة والأمعاء
التهاب المعدة والأمعاء غالباً ما يسببه فيروس ينتقل عبر الطعام أو الماء الملوث، ويتركز العلاج على الوقاية من الجفاف وترطيب الجسم. يركز العلاج على شرب السوائل بكثرة وتجنب الجفاف، مع الراحة والتهدئة اللازمة للجسم. في كثير من الحالات، يختفي المرض خلال يوم إلى أسبوع مع الحفاظ على الترطيب وتجنب الأطعمة الثقيلة. الهدف الأساسي هو منع فقدان الأملاح الحيوية والحفاظ على قوة الطفل قبل عودة نشاطه.
نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي
نزلات البرد عدوى فيروسية شائعة تصيب الأطفال في فصول السنة الباردة وتتحسن عادةً مع الراحة وتوفير السوائل. غالباً ما تستمر الأعراض لبضعة أيام إلى أسبوع مع تدبير بسيط للألم والحمى حسب توصيات الطبيب، دون اللجوء إلى المضادات الحيوية. تظل التوجيهات تركّز على الراحة والترطيب وتخفيف أعراض الاحتقان أو الألم باستخدام علاجات آمنة وفق إشراف الطبيب. لا تعالج المضادات الحيوية هذه الإصابات لأنها ناجمة عن فيروسات وليست بكتيريا.
الحصبة الألمانية واللقاح
الحصبة الألمانية مرض فيروسي يمكن الوقاية منه بلقاح “MMR”، ولا يحتاج إلى المضادات الحيوية كخيار علاجي. ينتشر المرض عادة بين الأطفال وتكون الوقاية من العدوى عبر التطعيم هي الطبيعة الأساسية للسيطرة عليه. يظل التطعيم هو الركيزة الأساسية للحد من انتشار المرض وبناء مناعة المجتمع. عند ظهور أعراض، تكون الرعاية مركزة على الراحة والترطيب والمتابعة الطبية وفق التطورات الصحية.
مرض اليد والقدم والفم
مرض اليد والقدم والفم عدوى فيروسية شائعة تختفي عادة خلال أسبوع دون الحاجة إلى أدوية خاصة. تُعالج الأعراض عبر الدعم من الراحة وتوفير السوائل والتخفيف من الألم عند الحاجة. لا يعتبر المضاد الحيوي خياراً للعلاج لأن السبب فيروس، ويجب متابعة الطبيب في حال تفاقم الأعراض أو وجود علامات جفاف شديدة. الالتزام بالرعاية المنزلية يتولى حماية صحة الطفل وتجنب مضاعفات محتملة.
التهاب الحلق
معظم حالات التهاب الحلق سببها فيروسي وتشفى تلقائياً مع الراحة والسوائل، بينما يحتاج التهاب الحلق العقدي إلى تقييم الطبيب وعلاجاً محدداً عند الاقتضاء. يشدد الأطباء على أن المضادات الحيوية ليست خياراً للالتهابات الفيروسية، لكنها قد تكون مطلوبة في حالات التهاب الحلق العقدي التي يشخصها الطبيب. يُنصح باستشارة الطبيب لتحديد السبب والعلاج المناسب وتجنب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية حفاظاً على فعاليتها عند الحاجة فقط. ذلك يساهم في تقليل مقاومة البكتيريا للأدوية في المستقبل.
كيف يعالج الطفل من العدوى الفيروسية؟
يؤكد الأطباء أن أفضل علاج للعدوى الفيروسية هو دعم مناعة الطفل والرعاية المنزلية المناسبة. يتضمن ذلك شرب كميات كافية من السوائل للوقاية من الجفاف وتوفير الراحة اللازمة للجسم ليقاوم الفيروس. كما يشير الخبراء إلى أن معظم الإصابات الفيروسية تختفي خلال أسبوع إلى أسبوعين دون الاعتماد على المضادات الحيوية. وتظل الغاية الأساسية هي تعزيز الترطيب والراحة وتجنب استخدام الأدوية غير الضرورية دون إشراف طبي.


