استقبل الدكتور بدر عبد العاطي وزير خارجية جمهورية مصر العربية محيي الدين سالم، الأربعاء، في أحد فنادق القاهرة. عُقد اللقاء في القاهرة كما جرى إعلامه ضمن إطار التواصل المستمر بين البلدين وتنسيق الجهود. ويعكس اللقاء رغبة البلدين في تعزيز العلاقات وتطوير آليات التعاون بما يخدم الاستقرار الإقليمي وتخفيف التوترات في المنطقة.
تصعيد دارفور وتداعياته
أعلنت شبكة أطباء السودان أن قوة من قوات الدعم السريع اختطفت ستة من الكوادر الطبية في مدينة الفاشر، بينهم أربعة أطباء وصيدلي وكادر تمريض. وأضافت الشبكة أن هؤلاء الأطباء ظلوا يقدمون خدماتهم للمرضى طوال فترة الحصار، ثم ابتزّت ذووهم وطلبت فدية مالية تبلغ 100 مليون جنيه سوداني لكل طبيب لإطلاق سراحهم. وتأتي هذه الوقائع في سياق تصعيد عسكري واسع النطاق وتفاقم التحديات الإنسانية في المدينة. وتؤكد الوقائع أن الكوادر الطبية ما زالت تشكل عموداً أساسياً في رعاية المصابين والمتضررين من النزاع.
وحذر المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من ارتكاب قوات الدعم السريع فظائع وانتهاكات خطيرة ضد المدنيين المحاصرين في الفاشر شمال دارفور وبارا خلال الأيام الأخيرة. وذكر أن هناك مؤشرات على وجود دوافع قبلية، مع تسجيل حالات قتل لم يكن للمشاركين في الأعمال العدائية. كما جدد الدعوة إلى احترام القانون الإنساني الدولي وتوفير الإيصال الآمن للمناطق المتضررة. وتؤكد هذه التصريحات ضرورة حماية المدنيين وتقديم المساءلة عن أي انتهاكات تُرتكب.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التقارير التي تشير إلى سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر تشكل تصعيداً مروعاً للنزاع، ودعا المجتمع الدولي إلى التحدث بوضوح مع الدول المتدخلة في الحرب وتقديم الأسلحة للأطراف المتحاربة إلى وقفها. وشدد على أن الوقت أصبح مناسباً لإرساء وقف فوري وشامل لإطلاق النار والتزام جميع الأطراف بالقوانين الإنسانية. كما حث الدول الداعمة للأطراف على إعادة النظر في دعمها وتثبيت مسارات سلام حقيقية.
أعربت جامعة الدول العربية عن قلقها العميق من تدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر بعد التصعيد العسكري، وأشارت إلى تقارير حقوقية وإنسانية تتحدث عن جرائم مروعة ضد المدنيين. وتؤكد الجامعة أهمية وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين والالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني. كما دعت إلى تحرك دولي عاجل لوقف الانتهاكات وتوفير حماية للسكان المتضررين من النزاع.
أفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (أوتشا) بتلقي تقارير عن إعدامات ميدانية للمدنيين الفارين، مع وجود مؤشرات على دوافع قبلية وتورّط أشخاص غير مشاركين في الأعمال العدائية. وأكد أن هذه الانتهاكات تثير قلقاً بالغاً وتدعو إلى التحقيق والمساءلة. كما أشار إلى أن التوثيق مستمر وأن المجتمع الدولي يجب أن يتولى مسؤولياته من أجل حماية المدنيين وتقديم المساعدة اللازمة.
أدانت الحكومة السودانية الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع في الفاشر ووصفتها بأنها جرائم إرهابية مروعة، وأكدت أن هذه الأعمال تقوّض استقرار دارفور والمجتمع السوداني ككل. وشددت وزارة الخارجية السودانية على ضرورة وقف الانتهاكات وتوفير حماية للسكان المدنيين وإطلاق سراح المحتجزين والمختطفين فوراً. كما عبّرت عن رفضها لأي استهداف للمواطنين والتعامل بحزم مع مرتكبي هذه الجرائم.


